انتقل إلى المحتوى

نقاش المستخدم:وامحمداه

محتويات الصفحة غير مدعومة بلغات أخرى.
أضف موضوعًا
من ويكي الكتب

الحقيقة المحمّديّة عند الإمام محمد خليل الهجرسي قدس الله سرّه

[عدل]

يقول الإمام محمد خليل الهجرسي قدس الله سرّه :

• إنّ النّور المحمّدي هو أول ماظهر في عالم الأمر، أمّا في عالم الخلق فالعرش ثمّ الكرسي ..

• قال لنا صلى الله عليه وسلّم قولوا ( اللّهم صلّ ..) كأنّه يقول ردّوا أمري، إلى العالم بقدري، فاسألوه من فضله، أن يثني عليّ جلّ شأنه بما أنا أهله .

• (الحقيقة المحمّديّة) : هي الذّات مع التّعين الأول، وهي أيضا حقيقة الحقائق عند سائر السّادة الصّوفيّة، وهي عبارة عن النّور المحمّدي المتعيّن أوّلا به، وقد تعيّنت به سائر الحقائق الحقيّة والخلقيّة .

• هو صلى الله عليه وسلّم من حيث حقيقته مظهر الحقائق الكبرى الحقيّة، كما ظهرت عنه ومنه الحقائق الصغرى الخلقيّة .

• من إشارات وحدة الوجود في القرآن المجيد، (وكفى بالله شهيدا، محمد رسول الله ) : أعارته طرفا رآها به ** فكان البصير بها طرفها

• هو صلى الله عليه وسلّم سرّ بصير الشّهود، أي الرّوحانيّة التي في بصيرة كمّل الأمّة، التي بها يشهدون سريان القيّوميّة في العوالم العلويّة والسّفليّة . • جاء في الحديث القدسي ( كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف ..) الكنز لابدّ له من مكنوز فيه، وما هو إلّا الحقيقة المحمّديّة .

• إنّ الإنسان الكامل صلى الله عليه وسلّم بذاته وعلمه؛ هو الكتاب المبين في عالم التجسيم، كما أنّ القرآن المجيد بفاتحته؛ هو الكتاب المبين في عالم التّرقيم . • إنّ سيّد الوجود صلى الله عليه وسلّم هو المعنى المقصود، من كتاب مراتب الوجود المطلق، الذي اعتكفت في حقيقة ذاته آثار الصّفات.

• إنّ سيّد الوجود صلى الله عليه وسلّم لمّا كان به ومنه ظهور الكائنات، لزم أن يكون هو محل انصباب أنوار الوجود، على رياض الممالك الإلهيّة، وانصباغها بصبغة بهاء الشّهود، ( صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ) .

• (الحقيقة الأحمديّة) : هي الجامعة للحقائق كلّها، وإنّها قبل ظهور الكائنات أحد مراتب الذّات، وإنّ النّور هو أول مراتب الظّهور في الموجودات . • هو صلى الله عليه وسلّم الواسطة كالمرآة لإدراك باطن الحقيقة الإلهيّة، لقلوب العارفين المتنوّرة بالأنوار القدسيّة .

• مظهريّة الحقيقة المحمّديّة من حيث دلالتها على مبدعها هي عينه، لكون الإسم عين المسمى من حيث الدّلة، ودلة الإنسان على من سوّاه، أشدّ من دلالة الإسم على مسمّاه .

• ماظهرت حقائق الوجود من حضرة الغيب المطلق، إلّا بظهور الحقيقة المحمّديّة .

• لكلّ عالم كتابا مبينا، وله فاتحة تسمّى بأمّ الكتاب، لجمعيتها ما في سائر كتابها المفصل، والإنسان الكامل صلى الله عليه وسلّم لمّا كان جامعا لسائر الحقائق الحقيّة والخلقيّة، كان أمّ كتاب مراتب الوجود، الذي رقمت فيه كمالات الذّات، فكانت بصور العوالم العلميّة سورا وآيات .

• لاريب أنّ النّور المحمّدي صلى الله عليه وسلّم هو أصل جميع الأشياء من العرش إلى الفرش، من أشباح وأرواح، فهو من حيث الأشباح الجسم الكلّي لسائر الأجسام، كما أنّه من حيث الأرواح الرّوح الكلّي لسائر الأرواح .

• إنّ بطون الذّات بما لها من الكمال الأقدس، هو في الحقيقة الأحمديّة، وظهورها بظهور صورته المحمّديّة .

• إذا كان صلى الله عليه وسلّم مجمع الحقائق الحقيّة والخلقيّة، كان هو النّاظر بحقيقته في حقيقته لجميع الحقائق كلّيات وجزئيّات، كما ورد عنه صلى الله عليه وسلّم (عرضت عليّ أمّتي من أولها إلى آخرها، فأنا أعرف بكلّ واحد من نفسه ) .

• إنّ الحق سبحانه احتجب بحجب أنوار الجمال المحمّدي، التي لولاها لأحرقت سبحات الجلال جميع العوالم بأسرها .

• ( الحقيقة المحمّديّة ) : هي الحقيقة المطلقة المشتملة على الحقائق اشتمال النّواة على النّخلة في الغيب المطلق .

• ( الرّحمن على العرش استوى) أي أقبل باسمه تعالى الرّحمن، على حقيقة سيّد الأكوان، فأوجد منها العرش وما حوى .

• هو صلى الله عليه وسلّم من حيث حقيقته محل صدور مخبّآت الغيب، بظهور الأكوان التي كانت مغيّبة في الهوّ .

• إنّ جواهر المعارف المكنوزة في القلب المحمّدي الأقدس، لا تنكشف إلّا لأرباب الأسرار، لأنّ ذاته الشّريفة طلسم عليها دون الأبصار .

• سدرة المنتهى : عنون السيّد الأعظم صلى الله عليه وسلّم بهذا الإسم لانتهاء علم الصّفاتيين لصورته الشّريفة، كما أنّ السّدرة لايستطيع أحد أن ينعتها، لما يسطع عليها من الأنوار التي تبهر الأبصار، فأيضا لا يستطيع أحد أن يحيط وينتهي إلى غاية كمالاته.

• منه صلى الله عليه وسلّم إفاضة الأرواح على الأشباح، في النشأة الأولى، والنشأة الأخرى .

• لولا سريان روح سيّد الوجود صلى الله عليه وسلّم في الماء لما ساغ لحيوان شراب ولا طعام، فالحياة التي في الماء من روح سيّد الأكوان.

الحقيقة المحمّديّة عند محمّد الشّريف الحسني قدس سرّه

[عدل]

يقول الإمام محمد الشريف الحسني المالكي الأشعري القادري في كتابه (( السّرّ المطلسم)) :


1. الحقيقة المحمّديّة : هي عُبابِ العجائِبِ والغرائِبِ ، الزّاخِرِ بالكـنُوزِ الأوّليّةِ ، بلا حُدودِ السّواحلِ الأُخْرَويّةِ ، فما مِن سِرِّ إلّا وهي سُرّتُهُ ، وما مِن غَيبٍ إلّا وهي قَلْبُهُ ، وكيف لا وقدِ انْطوت على العماءِ ، بِمَا فِيهِ مِن مَهامِهٍ وكهُوفٍ ، فكانَ لها خِمارًا مَجْنُونًا ، يَصُونُه عَن تَطَفُّلِ القوافِلِ ، بل وعنْ طوارِقِ البَوارِقِ ، بل وعن مَدارِجِ المعارِجِ ؛ اللّهم إلّا مَن تَمَرّغَ بالأعتابِ ، فانْصَبَغَ بِقُدسِ غُبارِها .

2. الحقيقة المحمّديّة : هي عَينِ المعايَنَةِ الأنانِيّةِ ، المُتوقِّدةِ مِن زَيْتُونةِ الكـنهِ الأقْدَسِ ، مُنذُ اللّحظةِ الأُولى ، يَومَ الأحَدِ ، مِن الدّهرِ الأَزَليِّ ، عندَ الحجْرَةِ الأمِيَّةِ ، وهِيَ شاخِصةٌ شَطْرَ المُحيَّا الذّاتيِّ ولا تَزالُ ، تَلْحَظُ وتَتَبَصَّرُ ، مِن عَينٍ إلى عَينٍ أخْلَى .

3. الحقيقة المحمّديّة : هي كُنهِ الغَيْهُوبَة المُعَمَّاةِ ، المُـكنَّزَةُ بحُجُبِ سُبُحاتِ الهُوَّ ، من حيثُ لا حيثُ لأنا الذّاتِ ، فهيهاتَ وألفُ هيهاتٍ ، وآهٍ بلا نهايَةَ للتَّأَوُهاتِ ... فَتِلكَ الرُّسُلُ لم ولن ، تُلْقِيَ عَصى التِسيارِ ، وهِيَ عَينُ الأنوارِ ، فكيفَ بالأغيارِ . فقل سُبحانَ الهُوَّ بمَجلاها .

4. الحقيقة المحمّديّة : هي سَمِيرُ الهُوَّ بالأَنا إذِ ادَّنى ، وهُو بالحَرَمِ الأقْصى ، غَرْبَ جَيبِ أصْدافِ المَواهِي النَّواهِي ، حيثُ السَّحَرُ يَتَعَسْعَسُ ، والعَماءُ يَتَطَمَّسُ ، والكُنهُ يَتَدَمَّسُ ، وَلاتَ حِينَ وُجُودٍ ، ولا حِينَ شُهودٍ ، ظَلَّ ولازالَ بالآزالِ ، أحَدًا بِلا مِيمٍ ، ونُقطَةٍ بِلا فَتْقٍ ، وذاتًا بِلا نُعُوتٍ ، ورَقْمًا بِلا تِعْدادٍ ، يَعْتَصِمُ بالعَينِ عنِ التَّعْيِّيْنِ ، كذلكَ هُوَ الهُوَّ...


5. الحقيقة المحمّديّة : هي أُقْنُومُ الكَمالِ و بُؤْبُؤ الجلال والإكرامِ ، مَن لازالَتْ هامَةُ هِمَّتِها تَتَعالى وتَتَفَوَّقُ وبالقُرآنِ تَتَحَقَّقُ ، حتّى أَصْبَحَت عَيْنًا وأَنًا ، وباتَت هَوِيَّةً وماهِيَّةً ، وظَلَّت يَتِيمة أُمِّيّة ، وأضحَت بابًا وحِجابًا ، وصارت بَطْنًا وظَهْرًا ، ودامَت وَجْهًا للذّاتِ وَجِيهًا ، فما بَرِحَت الآزالَ : تَجُوبُ وتَصُوبُ ، وما انْفَكَّت عنْ مَحارِمِ القُدسِ : تَغُورُ وتَغِيبُ ، وما فَتِئَت حولَ المحامِي : تَصُولُ وتَجُولُ وتطُولُ .

6. الحقيقة المحمّديّة : هي المخـــــتارة مِن صَمِيمِ المَشِيئَةِ الكَنْزِيّةِ ، طِبْـــــقًا لِمُرادِ سُلطانِ الذّاتِ ، تَعَشُّقًا مِنها لِعَينِها . لِيَنْجَلي مُحَيّاها لَها عَيانا ، فهو الحبيبُ والمَحبُوبُ ، والحامِدُ والمَحْمُودُ ، قل هُو اللهُ أحَدُ ، يا أحمــــدُ ، فما المِيمُ إلّا حُجرةُ جَمعِ الإتّحادِ بالعَمَاءِ .

7. الحقيقة المحمّديّة : هي هَمزةُ وَصْلِ الآبادِ بالآزالِ ، على متْنِ الرّقائِقِ السّيّارةِ بحقائقِ الأعيانِ ، حالَما تَتّحدَ الفُروعُ بالأصولِ ، وتَندَمِجَ الظّهورُ في البُطونِ ، وتَتَوحّدَ الأعدادُ بالآحادِ ، فيؤوبُ الكنزُ إلى عَيْنِيّةِ الهاءِ ، قرآنا وآزالًا ، كما كان ولازالَ ، يَغُوصُ في أصدافِ الحقِّ ، كما هُو .

8. الحقيقة المحمّديّة : هي السِّرُّ الأمِّيّ الأعْجَمِيّ ، السّاري مِن صُدوفِ الكُنوزِ إلى سُدُوفِ العَماءِ ، يَتوارى وراءَ سُبُحاتِ العُيُونِ ، ويَغُورُ في طامُوتِ البُطونِ ، مُتَلَثِّمًا بِعِمامَةِ الوُجُوبِ ، حيثُ لا وَصْفٌ يُجَلِّيهِ ولا إسْمٌ يَعْنِيهِ ، إلّا إذا ما ادَّلى بالرُّوحِ ، فانْجَلَى لحضائرِ الغُيوبِ ؛ ولا يزالُ يَغُوصُ في عُروقِ النُّعوتِ ، حتّى تَنزَّلَ على الأشهادِ ، نَزلَةً فَنزلَةً أُخرى ؛ ثمّ آبَ إلى رَفِيقِهِ الأعلى ، كما كانَ ومازالَ ، وما انْفَكَ طَرْفَةً عنِ الآزالِ .

9. الحقيقة المحمّديّة : هي بالهُوَ أنَا ، حيثُمَا كان وسَيكونُ ، ذاتًا ونُعوتًا ، هُويَّةً وأنِيَّةً ، عَيْنًا ومِثالًا ، عُـلُوًّا ونُزُولًا ، بُطُونًا وظُهُورًا ، سِرًّا ونُورًا ، خُلُوًّا وجُلُوًّا ، آزالاً وأُبُودًا ، قرآنًا وفُرقانًا ، لَاهُوتًا وناسُوتًا ، حَقِيقةً ورُوحًا ، قَلْبًا ولُبابًا ، نَفْسًا وجَسَدًا ولِسانًا ، عمَامةً ونِعالاً .

10. الحقيقة المحمّديّة : هي خَبِيرة أقْطارِ المَواهِي الكنْهانِيَّةِ ، ودَلِيلُ فُجُوجِها ، ومَطارُ عُرُوجِها . فلاجرم أنّها شَمسُ هِدايَةِ رَفارِفِ الهِمَمِ والعَزائِمِ ، في مَدارِجِ الغُرُوبِ . ومُنَاخِ العَينِ وبَرْزَخِ البَينِ ، لِلبُّطُونِ والظُّهُورِ ، والقِدَمِ والحُدُوثِ.

11. الحقيقة المحمّديّة : هي جذّابةُ الهممِ الرّوحانـيّةِ ، إلى آفاقِ الوّصالِ ، حيثُ أنَّ الغايةَ إلى كنهها ، عندَها سِدرةُ المنتهى ، إذْ يَغْشى السّدرةَ ما يَغشى ، سُبُحاتٌ رُفوفٌ ، وأمْلاكٌ وُقُوفٌ ، وعَزائِمٌ تَطُوفُ ، ومِن دُونِها الفَناءُ ، ومِن فَوقِها العَدَمُ .

12. الحقيقة المحمّديّة : هي بابُ اللهِ الواسِعِ ، الجامِع لأطْوارِ الحضائِرِ قاطِبةً ، فالمبتدى مِنها والمنتهى إليها ، فلا دُخولَ إلّا مِن أعتابِها ، ولا وُصُولَ إلّا إلى نّعالِها ، لدُنهَ المسجدِ الأقصى ، دُونَ القَدَمِ الحرامِ ، حيثُ الرُّسُلُ غِلمانٌ ، والملائِكُ وِلْدانٌ ، والعُروشُ فُروشٌ ، هنالكَ يُكشَفُ عنْ ساقٍ ، فَتَتَصَدَّعُ السَّرائِرُ مِنَ الصُّدُورِ ، وعِندَها تَتَحَقّقُ العِلّةُ الغائِـيّةُ ، " أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ ، وأنَّ سَيِّدَنا محمّدًا رَسُولُ اللهِ " صلّى اللهُ عليهِ وعلى آله وصحبه وسلّم .

13. الحقيقة المحمّديّة : هي ذاتُ الحمدِ ، المنسُوجَةُ مِن الكمالِ السّبوحيِّ ، على صِبغَةِ الأنا بِلا مِثالٍ ، حتّى إذا ما تَجلَّتْ جَلَّتْ ، تَبَرْقَعَتْ بِخِمارِ الجمالِ ، وسُتِرَ الكنزُ بالحُسنِ صِيانَةً لِلوُجُودِ .

14. الحقيقة المحمّديّة : هي نامُوسُ الدّهَرُوتِ ، المكنُوزة في صُدُوفِ الحُروفِ ، كُـمُونَ المعاني في الألفاظِ ، تتوارى عن جَواسِيسِ الغُيوبِ ، لَطافَةً وتَجريدًا ، وإنّ الأسرارَ لَتَطْلُبُها أشدَّ مِن الأنوارِ ، ويكأنّها طَلْقَةُ العَهَمُوتِ المَحْجُورِ ، والكلُّ عن إدراكِها تائهُونَ ، الأفُقُ كالسُّفْلِ ، والعَزْمُ كالبَلَهِ ، وهُنَا كهُناكَ ، فُسبحانَ مَن خَلّاها مِن حُيثُما جَلّاها .

15. الحقيقة المحمّديّة : هي حبيبُ الذّاتِ مُنذُ القِدَمِ ، تبِيتُ بِخَلَواتِ الآزالِ ، مَكنُوزة في بُطنانِ العَماءِ ، هذا وأعراسُ الكفاحِ قائِمةٌ على ساقٍ ، حيثُمَا الأسمارُ تَتَرَتَّلُ بالأسْحارِ ، وَلاتَ دَهرَ انْفجارٍ ، فَهنالكَ جَرى ماجَرى ، والإمكانُ في غَمْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ .

16. الحقيقة المحمّديّة : هي حَبْلِ الوِصالِ ، الممدُودِ مِن الوُجوبِ على الإمكانِ ، إلى أبد الآبادِ ، لِيَنشُلَ الأرواحَ مِن حَضِيضِ الآثارِ ، إلى فَضاءِ الأنوارِ ، ثمّ يَجذِبُها إلى أُفُقِ الأسرارِ ، ولولاها لَغَرقَ الوَرى في حَميمِ الأغيارِ ، فكفَى بها رحمةً للعالمينَ .

17. الحقيقة المحمّديّة : هي مَعِينُ إفاضاتِ العُيُونِ ، الواسِعة لكلِّ ما تَسْتَورِدُهُ القوابِلُ من بُطونِ الفواعِلِ ، سِعَةً مَحتديَّةً ذاتِيّةً ، ولَن تنْفَكَ عنِ العالَمينَ ، واسِطةً قـيُّومَةً على الوُجودِ بالمُدودِ ، ولو زالت فالعَدَمُ ، وهذا مِن بَعدِها مُحالٌ .

18. الحقيقة المحمّديّة : هي جمالُ هذا الوُجودِ البَديعِ ، المصبُوغة على قداسَةِ تلك الطّلعةِ السُبحانِيّةِ ، الّتي ألْقَتْها في يَمِّ عَيْنِها ، لِتتَزَيَّنَ بِديباجَةِ شُؤونِها ،ثمّ أجْلَتْها لِلعالَمينَ ، مِثالًا جَذّابًا ، وحُسْنًا خَلاّبًا .

19. الحقيقة المحمّديّة : هي كهف القرآنِ ، الّذي غارَ في أفُقِ العَمُوتِ ، منذُ الأسحارِ الأُولى ، حيثُ لازالَ الفَجْرُ يَسْتَرِقُ الأنباءَ ، والضّحى يَتَربّصُ بالبوارِقِ ، ولكن هيهاتَ هيهاتَ ، حرمٌ آمنٌ ويُتَخطّفُ النّاسُ مِن حولِهِ .

20. الحقيقة المحمّديّة : هي ألف تاحيدِ الذّاتِ بالنُّعوتِ ، قَبْلَمَا تَنَزّلتْ باءُ توحيدِ الأسماءِ بالأفعالِ ، ولازالَت مُنذُ الآزالِ إلى الآبادِ ، عينَ وِحْدَةِ الجمعِ ، بمالها مِن صُمُودٍ .

21. الحقيقة المحمّديّة : هي جُمعةُ مَناظِرِ الصُّمُودِ ، عَينًا وتَعْيِينًا ؛ وكيفَ لا وهي النُّورُ المبينُ ، الشّارِقُ مِن مِشكاةِ الذّاتِ ، بإشعاعـاتِ الوِحدَةِ الأنـيَّةِ ، هُدًى لِلعالَمينَ ، مِن بَينِ الإثنَينِ ، إلى عَـينِ الأحَدِ ، على صِراطٍ مُستَقِـيمٍ .

22. الحقيقة المحمّديّة : هي فَيصَلُ التّحقِيقِ في مَيدانِ القُربانِ ، فَمَن تَعلّقَ بِها إتَّصَلَ بحضرةِ القُدْسِ ، الّتي هي بابُها بلْ ورِحابُها ، فالحقُّ أنَّهُ لا مَناصَ للبَرايا ، عنِ الخُضُوعِ بأعتابِها ، لاسِيَّمَا وأنّها مَرسى رَفارِفِ الهُوتِ ، فَخَلِيقٌ أن تُشدَّ إليها رِحالُ الإراداتِ ، وأن تَتَوجَّهَ شَطْرَها وَسائِلُ الرَّجاءِ .

23. الحقيقة المحمّديّة : هي سَفِينَةُ النّجاةِ في طَمْطَمُوتِ المَشِيئَةِ ، فلا تَنْفَكُ تَتَبَحَّرُ في مُحيطِ الإمكانِ ، لِتُنجِدَ الورى مِن غَريقِ الجُحُودِ ، إلى برِّ الإيمانِ ، فمَن رَكِبها عَرَجَتْ بِهِ إلى بُحْبُوحَةِ الجـَمْعِ الأحَدِي ، ومَن تَخلَّفَ عنها غَرِقَ في قِيعانِ الأغْيارِ ، وماذا بعدَ الحقِّ إلّا الضّلالُ .

24. الحقيقة المحمّديّة : هي عينُ الكلِّ جَمعًا وإجْمالًا ، بلْ فَرْقًا وتَفْصِيلًا ، فما خَلَتْ ذَرَّةٌ مِن عمادِ قَيُّومِيَتِها ، بل ما خَلَتْ لَمْعَةٌ مِن وَقُودِ صَمْدانِيَتِها ، بل ما خَلَتْ سُرّةٌ مِن صِبغَةِ أحَدِيَتِها ؛ لكونِها مَحتدَ التّعيناتِ الواحدِيةِ ، المنسَلِخَة مِن البُطنانِ الأمِّيِّ ، المحيطة بأفلاكِ المشيئةِ الكلّيّةِ ، الجامعة لِمَا كانَ وما يكونُ .

25. الحقيقة المحمّديّة : هي المثل الأعْلَى ، الّذي إذا ما خلت كانت إطلاقا ، وإذا ما جلت كانت عـينا ، وإذا ما تَعالت كانت حجابا ، وإذا ما ادّلَت كانت عرشا ، وإذا ما تعيّنت كانت قرآنا ، وإذا ما تجَرَّدْتَ كان الهوَ ، وإذا ما تعرَّفْتَ كان الأنَا ...

26.الحقيقة المحمّديّة : هي وَكيلة الحقِّ القائمِ على الوُجودِ ، لِتسُوسَ الخلائِقَ بِسُلطَةِ الأمُورِ ، وتربّي الطبائِعَ بِنُورِ التّعرِيفِ ، وتمِدَّ الرّقائِقَ بِقوامِ البَقاءِ ، فلا بُدَّ للبرايا من قيُّومِيَّـتِها الرّحمانيّةِ ، والكلُّ إلى عَوْلِها فُقراءُ .

27.الحقيقة المحمّديّة : هي طَلقة التَّعْيِيْنِ ، ومادَّة التّكويْنِ ، وصِبغَة التّلْوِينِ ، مَنِ ارْتَشَحَتِ البدائِعُ مِن نُورِها المكنونِ ، لِتُصْنَعَ على أُنْمُوذَجِها الحقّانيِّ ، فَتَزَمَّلَت بكساءِ العنايَةِ ، وتدَثّرَت برِداءِ الرَّحموتِ ؛ كذلِكَ لأجلِ الحبيبِ .

28.الحقيقة المحمّديّة : هي يدُ القُدرةِ العُظمى ، وقَدَمِ حولِها وقُوّتِها ، المُتَأَزِّرة بِسُبحاتِ العِزِّ ، والمُتَدَرِّعة بِصياصِي الجلالِ ، والمُتَعَصِّبة بِرِداءِ الكِـبرياءِ ، فالوَيلُ لِسلاطِينِ الآفاقِ ، مِن جَـبروتِ شِسْعِها.

29.الحقيقة المحمّديّة : هي طَلْقة تَفْصِيلِ الجمُلِ الأزلِيّةِ ، المُستَمِدة مِن نُقطةِ العَينِ ، حتّى تَفِيضَ بالحقائِقِ الأُولى ، فما حَوَتِ الألواحُ ولا رَوَتِ الأقلامُ ، إلّا قَطْرةٌ مِن عُبابِ نُونِها المحيطِ ، فكيفَ إذاما ماجَت بُطونُ حقيقتِها ، فمالَها إلّا سرائِرُ الكُثبانِ .

30.الحقيقة المحمّديّة : هي المثَل الأعلى للشُّؤونِ ، في الشّهاداتِ والغُيوبِ ، فهي بالكلِّ للكلِّ حيثُما كان وسيكونُ ، مُمثّلة الحقِّ بالتّحقيقِ ، العينُ بالعينِ ، والوَصفُ بالوَصفِ ، والأفعالُ بالأفعالِ ، فكفى بالأنا دَليلًا على الهُوَّ .

31. الحقيقة المحمّديّة : هي أمّ كتابِ الحروفِ العاليّاتِ ، والكلماتِ التّاماتِ ، المحيطة بالشّؤونِ السَّوابِقِ واللّواحِقِ ، فلا نِهايةَ لِظواهِرِ رقائِقها ، ولا غايةَ لبَواطنِ حقائقِها ، كما لا تزالُ آياتُ حمدِها تُتلى .

32.الحقيقة المحمّديّة : هي لَوْحُ الإرتساماتِ الوُجوديّة ، الممكنِ مِنها والوُجُوبِ ، فظاهرِها صُوّرٌ لآثارِ الإبداعاتِ الرّبّانيّةِ ، المفصّلةِ بِريشةِ الآبادِ ؛ وبطائِنُها إنطباعٌ لِحقائق الشُّؤونِ الأحديّةِ ، المجُمَلةِ بِدَواةِ الآزالِ ؛ ومِن بينِهِما بَرزَخٌ لا يَبغيّانِ ، حاجِزُ النّعوتِ المُشرِقِ مِن يُوحِ الرُّوحِ السُّبُّوحِ ، بالعدلِ والإحسانِ ، ليّلاّ يَصْدِمَ الوُجوبُ بالإمكـانِ .

33.الحقيقة المحمّديّة : هي النسخةُ الإطلاقيّة ، المنزهَةُ عن التَّقيِّيدِ والتَّحديدِ ، والتَّوصِيفِ والتَّكيِّيفِ ، فلا مَظْهَرَ ولا مَعْلَمَ لها ، إلّا لَمّا تَنَزَّلَ بها .

34.الحقيقة المحمّديّة : هي الآيةُ الكبرى ، الظّاهرة في الحضرةِ الرَّوحانِيَّةِ بالطَّمْسِ ، والبّاطِنة في المَظاهِرِ الجِسمانِيَّةِ باللَّبْسِ ، مَن غابَت عنْ مَدارِكِ الأعيانِ ، فَـــضْلًا عن ذَوِي الدَّليلِ والبُرهانِ.

35. الحقيقة المحمّديّة : هي قُطْبِ دائِرةِ الإتّصالاتِ الرَبانِيَّةِ ، السارِيَّةِ في كوامِنِ النَّوامِيسِ الكَونِيَّةِ ، سَريانِ الأرواحِ في الأشباحِ ...

36. الحقيقة المحمّديّة : هي مِفتاحِ طَلْسَمِ القَدَرِ المَحْجُوبِ ، وخِزانَةِ رُموزِ أسرارِ الغُيُوبِ ، فما غابتْ إلّا فيها المُعَمَياتُ ، ولا شُهِدَتْ إلّا بها ....

37. الحقيقة المحمّديّة : هي أثَرِ سِعَةِ الذّاتِ المقدَّسَةِ عنِ الغايَةِ ، فأنّى يُوقَفُ له على نِهايَةٍ ، فالعجْزُ عنِ دَرَكِ الإدراكِ ، هوَ عينُ الإدراكِ ...

38. الحقيقة المحمّديّة : هي سِدرةِ مُنتهَى الخَلِيقةِ مِن مَسْلَكِ كلِّ طَريقةٍ ، مَن غَدَت بجَمْعِيَّتِها مَحْتِدًا لكلِّ رَقِيقَةٍ وحَقيقةٍ .... فلاجرم أنّها عِـــــلَّةِ الأحكامِ الرَّبانِيَّةِ ، وغايةِ حقائِقِها العِرفانِيَّةِ ، فهُوَ الخَليفَةُ الأكبَرُ، الذي لهُ الخلْقُ والأمْرُ ..

39. الحقيقة المحمّديّة : هي النُّون الجامِع لِمَا كانَ وما يَكونُ ، وما لَوْ كانَ كيفَ يكونُ ، إنّما أمرُهُ إذا أراد شيئا ، أن يقول له كن فيكون ...

40. الحقيقة المحمّديّة : هي الشّاهِد والمَشْهُود ، أصلِ كلِّ مَوجُودٍ ، مَنِ امْتَدَّتْ مِن سِرِّ لاهُوتِها المَعانِي ، وقامَتْ بِنُورِ ناسُوتِها الأوانِي ...

41. الحقيقة المحمّديّة : هي سِرّ القُربى ، ونُورِ التَّكالِيفِ ، فلولاهُ ما تَحَقَّقَتْ عِبادَةٌ ، ولا سَطَعَتْ أنوارُ التَّعارِيفِ ...

42. الحقيقة المحمّديّة : هي اسْم الذاتِ المُطَلْسَمِ ، المُرْتَدِي لِلنعوتِ كالمُسَمَّى باللإسْمِ ، فَفِيها بَـــطَنَتِ الذّاتُ وظَهَرَتِ الصِّفاتُ ، وبِـــها كانتِ المُمكناتُ ، وسَرَتِ التَّجَلِّيّاتُ ...

43. الحقيقة المحمّديّة : هي نُورُ الإيمانِ السّارِي في أهلِ القِبلَةِ ، وسِرِّ الإحسانِ الساقِي لأَهلِ الحَضرةِ ، فما من ذكر ولا عبادة ولا دعاء ولا فتح ولا حال ولا مقام .. إلّا ومن مشكاتها يشرق على القلوب .

44. الحقيقة المحمّديّة : هي فاتِحة أقْفالِ الكَنزِيَّةِ الأَزَلِيَّةِ ، والقائِمة على خَزائِنِ أسرارِها إلى الأبديَّةِ ، مَن تاهَتِ البَرايا في مَهامِهِ بِداياتِها الجسديّة ، فناهِيها عن نِهاياتِهِ الأحديّة ...

45. الحقيقة المحمّديّة : هي عِلَّةُ الخَلْقِ ، المُعَرِّفة بالحَقِّ ، وَوَصْلَةِ الحَضْرتَينِ ، النّافية لِلْبَينِ، وبَرْزَخِ البَّحرَينِ ، لِيَّلَا يَلْتَقِيّا ، فَيَبْغِيّا ...

46. الحقيقة المحمّديّة : هي الياقوتة المكنَّز بجُدرانِ آثارِ الأسماءِ ، كما هي للِذاتِ كالوِعاءِ ، فاتَّحَدَ الإسمُ والمُسمى ، وتَخَلَّلَ الطَّلسَمُ والمُعَمى ، مِن أَوَلِ قَدَمٍ ، على ما جَرَى في القِدَمِ ...

47. الحقيقة المحمّديّة : هي صُلْبِ هاءِ الهاهُوتِ المَضْنُونةِ ، المصُونَةِ في مَكنُونِ نُقطةِ التَّجريدِ ، بِبَطنِ نُونِ الطَيِّ ، الـمُتَخَلّاةِ في مُحِيطِ قامُوسِ البَهَمُوتِ ، والمتَجَلّاةِ في نَزْلَةِ دَورِ مِيمِ النُّشُورِ ..


48. الحقيقة المحمّديّة : هي تَوراةِ قُرآنِ الكُنهِ ، في كِتابٍ مَرقُومٍ ، قبلَ فَجْرِ زُبُرِ الفُرقانِ ، في رِقٍ مَنشُورٍ ، ما فَرَّطْنا في الكِتابِ مِن شَيءٍ ، وكلَّ شيءٍ أحصيناهُ في إمامٍ مُبينٍ ...

49. الحقيقة المحمّديّة : هي وِتْرِ لَيالي القَدرِ ، قبلَ طُلُوعِ الفَجْرِ ، في جُمْعَةِ السَّبعِ الـمَّثاني ، المُؤَذِّنَةِ بإسْلامِ الإسْراءِ الفُرقاني ، مِن بعدِ غفْرانِ الكَهْفِ القُرآني ..

50. الحقيقة المحمّديّة : هي شُعاعُ جَمالِ القُدُّوسِ ، المُشْرِق على ذَرّاتِ الوُجُودِ غَيبًا ، مِن وراءِ حِجابِ الأسْماءِ ، وقِناعِ الأفعالِ ....

51. الحقيقة المحمّديّة : هي نُقطَةُ قُرءِ الغُيُوبِ ، الـمُتَخلّاةِ في طَيِّ تَجريدِ الجُيوبِ ، إذِ العماءُ يَغُورُ غَوراً ، وهِيَ في أَوْجِ أفلاكِ الهاهُوتِ ، تَمُورُ مَورًا ، تَتَرقى فَتَتَّحِدَ فَتَتَحَقَقَ بالكُنهِ طَورًا فَطَورًا ، وبَطْنًا فَبَطْنًا .. .

52. الحقيقة المحمّديّة : هي مُنتهَى بَوارِقِ العزائِمِ الكثِيبِيَّةِ ، مِن بعدِ ما تَتَّحِدَ دوائِرُ المِيمِ بالهاءِ ، ويَنطَوِي بِساطُ نُقطَةِ الباءِ ، فيالِلحَيرَةِ والتِّيهِ ، ويالِلْوَلَهِ والهُيّامِ ، فاللهَ اللهَ اللهَ عليه ...


53. الحقيقة المحمّديّة : هي رَقيمُ ماهِيةِ الهُويّةِ ، المكنُوزة في أصدافِ بِحارِ النّاهُوتِ ، مَصُونة بِكُمونِ قرآنِ الهُوَّ ، كما هوَ ، وما أدراك ما هُوَ ..

54. الحقيقة المحمّديّة : هي قلبُ الوُجُودِ الرّاعِي لِلمُدُودِ ، القائِمة على كلِّ ذرّةٍ بما كَسَبَتْ ، فلولاها ما سَبَحَتْ نَواةٌ في فَلَكُوتِها ولا سَبَّحَتْ ، ولا غَرْوَ فالمُبْتَدى مِن مِدادِها الوَحْدانِي ، والمَدَى إلى مَحْتِدِها الصَمْدانِي .

55. الحقيقة المحمّديّة : هي عنوانُ الكمال المنقوشِ على جبهة الدّهور ، المطبوع بفصوص الإبداع على صفحات الوجود ، ويوم يكشف الحجاب سينجلي اللّباب .

56. الحقيقة المحمّديّة : هي رُوحُ سعادَةِ الحَيوانِ ، المتَجلاةِ بِنفائِسِ الجمَالِ ، وفَرادِيسِ الوِّصالِ ، فَلَيسَ النَّعيمُ والأنسُ إلّا مانَفَحَتْ بِهِ ألطافها ، إذا ما تَدلّت فَتَجلّت على الإمكانِ ، رَحْمَةً وإحسانًا ، دُنيًا وجِنانًا وكُثبانًا ...

57. الحقيقة المحمّديّة : هي أَمُّ المُدودِ ، القائِمة بالجُـودِ على الوُجُودِ ، مَن لَا تَعْزُبُ عَن سُلْطانِ إحْسانِهِ ذَرَّةٌ ، في المُلْكِ ولَا المَلَكُوتِ ولَا الجَبَرُوتِ ، مَدَداً مُسَرْمَدًا .

58. الحقيقة المحمّديّة : هي الطَّلقَةُ الوِتريَّةُ المُجَرَّدةُ عن الأسبابِ والأنسابِ ، رِتْقَة صَمَدِيّة ، لا شَرقِـيًّة ولا غَربِيّة ، تُشرِقُ بإيّاةِ المحيَّا اليُّوحِيِّ تَتَجَلّى ، وتَغْرُبُ في عَينِ القُرآنِ السُّبُّوحِيِّ تَتَخلّى ..

59. الحقيقة المحمّديّة : هي عين الذّات العمائيّةِ الجرداءِ ، المزمَّلَةُ بالشِّعارِ الرّوحانِيّ النَّورانِيِّ ، والمُدَّثِرةُ بالسِّتارِ الجِسمانِيِّ الإنسانِيِّ ، لِتسْتَوي على رقائِقِ العالمينَ تَنَزُّلًا ، وإلّا لَانْعدَمَ الكيانُ ..

60. الحقيقة المحمّديّة : هي إنسان عَينِ نَظَرِ الذّاتِ إلى عَينِها ، مَن غَدت لِلعَينِ كالمِرآةِ ، تَنْجَلِي بِها إشعاعاتُ مَخائِلِ الشُّؤُونِ الكُنهِيَّةِ ، مِن طُمُوسِ غُيُوبِ العَماءِ ، ومَتاهاتِ جُيُوبِ الإطلاقِ..

61. الحقيقة المحمّديّة : هي واجهَةِ المناظِرِ الأنانيَّةِ ، على الأرائكِ الكُثبانِيّةِ ، لَدُنْهَ الوَسيلةِ العُظمى ، حيثُما تَتَكحّلُ النّواظِرُ بجلالِ سُبُحاتِها ، حالَها تُشْرِقُ الشّمسُ مِن مَغْرِبِها ، وعندَها تَقُوم السّاعَـةُ ...

62. الحقيقة المحمّديّة : هي بنت التّخلّي الأزليّ ، حيثُ الأقدامُ الذاتِيَّةُ تتألَّقُ فَتَتَحقّقُ فَتَتَرتّقُ بِلا مُنتَهى ، تَسْبَحُ فِي سُبُحاتِ الهاهوتِ ، تَأنُّـنا وتَجَنُّنًا بالكنُوزِ ، هِمّةً أحدِيّةً ، ونَهْمَةً أحْمَدِيّةً ؛ إنّي أبِيتُ عندَ ربّي يُطعِمُني ويَسقِيني ..

63. الحقيقة المحمّديّة : هي كعبَة صُمُودِ البُرُوجِ النُّعُوتِيَّةِ ، باللّاهُوتِ الحرامِ ، حيثُ أَذَّنَت في آفاقِ الجَبَروتِ بالإتّحادِ ، حتَّى تَقُومَ الصّلاةُ بجامِعِ الكَنزِ العَتِيقِ ، ولقدْ كَبّر الإمامُ المبينُ بالإحْرامِ ، أبَدًا بِلا سَلامٍ ...

64. الحقيقة المحمّديّة : هي مَصدَرُ وارِداتِ الوَحى والإلْهامِ ، ورَفْرَفُ عُرُوجِ العزائِمِ والإراداتِ ، وقِبلَةُ مَشاهِدِ الإحسانِ والكُثبانِ ؛ ومِن قبلُ هي : أساسُ الإسْلامِ ، ولُبابَةُ الإيمانِ ؛ بَل عِلَّةُ الدّينِ ، وغايَةُ الثَّـقَلَينِ ...

65. الحقيقة المحمّديّة : هي مَعنى وُجُوبِ الوُجُــودِ الحقّاني ، وَرُوحِ قِيّامِ الجسَدِ الإمكانِي ، ولا غرو من عَينِ الوُجودِ , والدَّهرِ الممْدُودِ ، الجامِعة لِتَعيُّناتِ الشُّؤُونِ والنُّعوتِ ، غِيّابًا وشُهُودًا ..

66. الحقيقة المحمّديّة : هي مِرآةِ نَزاهَةِ القُدْسِ الأعْلَى ، السُّبُّوحة مِن شُبُهاتِ التَّشْبِيهِ بالأغيارِ ، مَن تَخَلَّصَ لُبابُها عن الشّوائِبِ النَّورانِيّةِ , صَفاءً وعَماءً ، لِمَا عليهِ الخُلاصَةُ الحقيّةُ مِن تَجريدٍ وإطلاقٍ .

67. الحقيقة المحمّديّة : هي الإسمِ الأعظمِ الهُواني ، المُؤنِّنِ لِعينِ الذّاتِ ، قبلَ طُلُوعِ الشّمسِ ، وبعدَ غُروبها ..

68. الحقيقة المحمّديّة : هي نامُوسِ الألطافِ الرّحمانـيّةِ ، السّاري في قضاءِ الأقْدارِ ، رَحمةً للعالَمينَ ...

69. الحقيقة المحمّديّة : هي آية إعجازِ مَدارِكِ الفُهُومِ والعُلُومِ ، حيثُ أنّ المُبتدَى مُنتَهى غاياتِ عُرُوجِ العَزائِمِ والهِمَمِ ، فَباتَ قَصَبُ تَسَابقِ بَوارِقِ الرّقائِقِ والحقائِقِ ، إلى عَرشِ شِسْعِها الأعلى .. 70. الحقيقة المحمّديّة : هي نُون الهُوِيّةِ وكُنْهها ، وماهِيَة الأَنِيَّةِ وَوَجْهها ، وهَوِيَّة النُّعُوتِ وهُوّها ..

71. الحقيقة المحمّديّة : هي لسانُ حالِ الحمدِ والتّـقديسِ ، المترجِمة للكنهِ بالأنا ، كأنّهُ هوَ ، فمنذَا الّذي يراهُ ، ولا يُسبّحُ بحمدِ ربّـهِ .. .

72. الحقيقة المحمّديّة : هي قرآنُ الفُرقانِ ، المنقُوشة على قلْبِ النُّعوتِ ، مِن قبلِ تَبَصُّرِ الوَحُوتِ بالغُيُوبِ ، ومِن بَعدِ تَأَوُّجِ المعارِجِ في المدارجِ ، حيثُ لا مُنتهى ، ولوْ تَصَمَّدَتِ العزائمُ ..

73. الحقيقة المحمّديّة : هي وحيدةُ الجِنسِ لا لِمَلَكٍ ولا جِنٍّ ولا إِنسٍ ، ولا مِن سِرٍّ ولا نُورٍ ولا أثَرٍ، حقًّا لا بِجَسَدٍ ولا رُوحٍ ، ولا ..لا ..لا..، كُنهٌ يَغِيبُ مَعناهُ ، عنِ اللَّطائِفِ والمعارِفِ ، فأنى بِها ..

74. الحقيقة المحمّديّة : هي سُبحَة الكـنزِ الذّاتيِّ ، مَن أَشْرقَتْ بها عَينُ الأنِـيَّةِ بعدَ عَمائِها ، فأصْبَحَ الوُجُودُ وزالَ العَدَمُ ، وما زالَ .

75. الحقيقة المحمّديّة : هي قُطْبُ رحَى الأكوانِ ، ومَركَزِ دَوَرَانِ تَـيّاراتِ الآوانِ ، وكَيفَ لا ، وهي سِرُّ الهُيُولى ، ونُورُ الهَباءِ ؛ فليسَ في الإمكانِ أبدَعَ مِمّا كانَ ..

76. الحقيقة المحمّديّة : هي خاتَمُ الخَزائِنِ الكَنزِيَّةِ ، وأمِينة المخابِئِ الأزلِيّةِ ، بِحيطَةِ سُبُحاتِها الأنانِـيّةِ ، وهَيمَنةِ حُجُبِها الرَّوحانِيّةِ ، وبِجُدرَانِ بَشَرِيَّـتِها المُتَلَبِّسَةِ بالنُّزُولِ .

77. الحقيقة المحمّديّة : هي ضَمِيرُ الغَيبِ ، المحجُوبِ في أسرارِ الذّاتِ ، ضِمنَ أستارِ النُّعُوتِ ، وأسوارِ الآثارِ ، وماهُنّ إلّا هُوَ ، وماهِيَ إلّا واحِدَةٌ ..

78. الحقيقة المحمّديّة : هي الضِئْضِئ الأمِّيّ ، المُهَيمِن على رَقائِقِ الوُجودِ ، حِيطَةَ الرُّوحِ الأَقْدَسِ بالتَّجَلِّياتِ والمُدُودِ .

79. الحقيقة المحمّديّة : هي بَطنُ الهُيُولى الأُولَى ، أصْلًا وإجْمالًا ، فمادامَتْ دُهُورُ الظُّهُورِ ، أسْرارًا وأَنْوارًا وآثارًا ، إلّا بِها . 80. 81. الحقيقة المحمّديّة : هي قرآنُ المحامدِ والتّسابِيحِ ، المكنونة في بُطنانِ النُّونِ ، عن تحريفِ الحدثانِ ، فلا يُتلى إلّا بلسانِ الإتّحادِ الأنانيِّ ..

82. الحقيقة المحمّديّة : هي عَينُ الجلالَةِ الأمِّـيَّةِ ، في أثَرِ يَدِ اللهِ ، ونُورِ وَجَدُوا اللهَ ، وسِرِّ قلْ هُوَ اللهُ ، فإنَّـك بأعْيُنِنا ...

83. الحقيقة المحمّديّة : هي وِحدَةُ التَّصَوُّراتِ النَّورانِـيّةِ ، الجامِعةُ لِلتّكاثُرِ الأبَدِيِّ ، فَمِنها وإليها وبها ، نَتَّحِدُ فَنَتَوحَدُ فَنَتَأحدُ ، ولا غَرْوَ فهي صِبغَةُ قدسِ الأحَدِ ..

84. الحقيقة المحمّديّة : هي ربِّ الضِّيافَةِ اللَادُنِيّةِ ، يَومَ الزَّورِ الأَعْظَمِ ، والرِّضوانِ الأكبرِ ، وهوَ يَومئذٍ الوَسيلَةُ ، والبابُ ، وهوَ السّاقي ، بل هو عَينُ الطّعامِ والشّرابِ .

85. الحقيقة المحمّديّة : هي كنهُ الكُنهِ المكنُوزِ بالعَماءِ ، وغرّةُ الوجهِ المَرمُوزِ بالأسماءِ ، فَمَنْذَا الّذي جَلّاها إذا خَلّاها ، فما للهُو إلّا هي ، أنا لَها أنا لها ...

86. الحقيقة المحمّديّة : هي نُقطَةُ قُرآنِ الحُروفِ الكُليّاتِ ، المُحيطةُ بقَوامِيسِ الكلماتِ التّاماتِ ، هَيْمَنةَ الذّاتِ على الصّفاتِ ، مادامَ تَناسُلُ الأفعالِ مِن الأسماءِ .


87. الحقيقة المحمّديّة : هي سَرِيرةُ الكُنهِ المَكنُونِ المَصُونِ ، المَضْنُونِ حتَّى عَنِ الأسرارِ في بُطُونِ النُّونِ ، فَكفى بها دَلِيلًا ، وكفى بِها خَبِيرًا .

88. الحقيقة المحمّديّة : هي نائبة سُلُطاتِ الآزالِ ، على دُوَلِ الحدُوثِ ، وَيْكَأنَّها راعِي الوُجُودِ بالمدودِ ، رِيّاسةً حقانِيَّةً ، وسِيّاسَةً ربانِيَّةً .

89. الحقيقة المحمّديّة : هي النّاطقُ باسمِ الذّاتِ بمقتضى الشُّؤونِ ، فإذا نَطَقَت أعْرَبَ الأَنا ، وإذا صمتَت أعْجَمَ الهُوَّ ؛ وعلى آله وصحبّه وسلّم .

90. الحقيقة المحمّديّة : هي سُلطانُ مَشِيئَةِ الآزالِ ، مَن سَرى أمْرُها في سُلالَةِ الإنزالِ أبَدًا ، والعلّةُ هُوَ كمَا هِيَ ، والغايَةُ الأنا أوَ ادْنَى ، كما بَدَأكم تَعُودُونَ ..

91. الحقيقة المحمّديّة : هي صُورةِ إبداعِ القُدُّوسِ ، المنقُوشةِ على صَفحاتِ الوُجودِ ، بإرادةِ الآزالِ ، فسُبحانَك ياهُو : ما أعظمَهُ مِن طِرازٍ .

92. الحقيقة المحمّديّة : هي مَجلى شُؤونِ الكنوزِ ، المنشورة في رَقِيمِ النُّعوتِ ، فُرقانًا عربيّا مُبينَا ، بعدَ أن كانت ولازالَت ، قُرآنًا أعجميّا جَنِينا ، لا ياتِيه الباطِلُ مِن بينِ يدَيهِ ولا مِن خلفِهِ .

93. الحقيقة المحمّديّة : هي لباسُ الكُـنهِ الأقدَسِ ، المدَبَّجِ بِسُبُحاتِ الوُجُوبِ ، والمطرّزِ بأرقامِ القرآنِ ، لِتدُلَّ على الهُـو ، بِلسانِ الحالِ ، وضَمِيرِ المقامِ .

94. الحقيقة المحمّديّة : هي دَيْهُورُ الحُضُورِ خَلْفَ السُّتُورِ ، تَقُومُ بالشُّؤُونِ الأَزَلِيَّةِ إمامًا . فالكلُّ في فَلَكُوتِ إِطْلاقِها الأُمِّيِّ يَسْبَحُونَ.

95. الحقيقة المحمّديّة : هي عقل العلوم ، وقلب الأسرار ، وروح الحقائق ، فمن عرفها ورد بحر النون المحيط .

96. الحقيقة المحمّديّة : هي علم الأعلام ،الدّال على الكنه دلالة الصّفات على الذّات ، وكيف لا ، والنور على محيّاها يلوح ، هاؤم اقرؤوا كماليه ..

97. الحقيقة المحمّديّة : هي نور الوجود ، المنعكس جماله على صفحات الدهور ، حتى أمست لمعناه كالمبنى ، يشرق منها ويبطن فيها ، فما كان من خير فمنه ، ومن شر فعليها ..

98. الحقيقة المحمّديّة : هي ذات كاملة ، مهيمنة على مظاهر الجمال وخصال الجلال، فإن تعلّت فهي العظمة، وإن تنزّلت فإنّها الرّحمة ..

99. الحقيقة المحمّديّة : هي ما وراء وراء الإدراك، وما فوق فوق المنتهى، وما بعد بعد الغاية ، وما قبل قبل زّمان ، وما دون دون القرب .

100. الحقيقة المحمّديّة : هي من جهة الكنه نقطة مجردة لا تتوصّف فتتكيّف، وأمّا من جهة الهويّة فلها شؤون بها تتجلّى، كالنّور والصّرافة والإطلاق ..

101. الحقيقة المحمّديّة : هي أمّ التّجليات الكليّة، المكناة بالحضرة الأميّة، مظهريّة ذاتيّة، وواسطة صفاتيّة ..

102. الحقيقة المحمّديّة : هي النّور المبين الميسّر لتنزّل القرآن العظيم، من عجمة الآزال، إلى إعراب الآباد.

103. الحقيقة المحمّديّة : هي بحر إطلاق القدرة، المحيط بتقلبات الشّؤون الغيبيّة، وتغيّرات الشّجون الشّهاديّة.

104. الحقيقة المحمّديّة : هي مرآة نظر الحق إلى الخلق، بمقتضى العناية السّابقة، والرّعايّة اللاحقة .

105. الحقيقة المحمّديّة : هي تاج سلطان الجبروت، المستوي على هامة الملكوت، جمالا وجلالا وكمالا.

106. الحقيقة المحمّديّة : هي أمر الله الأكبر، الذي تدور حوله دوائر التّشريع، فلا جرم أن كانت نبوّته الجامعة، وكتابه المحيط .

107. الحقيقة المحمّديّة : هي فلك التّعرفات الإلهيّة، الذي تسيح فيه عزائم الأنبياء؛ وهمم الأولياء، من البداية إلى ما لانهاية.

108. الحقيقة المحمّديّة : هي لوح القدر القديم، المحفوظ من المحو والتّثبيت، الفائض بقطرته على قلم القضاء.

109. الحقيقة المحمّديّة : هي نور صرف؛ وسرّ محض؛ وقدس خالص، أظهرت فيها المشيئة الذّاتيّة بدائع قدرتها، لتكون للعالمين آية قاهرة، فمهما ترقّوا وتطوّروا، فتبقى الصّبغة المحمّديّة هي الأعلى .

110. الحقيقة المحمّديّة : هي آية الذّات الكبرى، المؤسسة على نموذج الكمال الأزلي، لتعجز الأسرار والأنوار، فضلا عن الأنوار والآثار، فلا جرم أنّها صبغة الهويّة في عظموت عمائها، ونسخة الأنيّة في إطلاقه إسمائها، فإذا تجلّت أحرقت الهمم، وإذا تخلّت أغرقت العزائم، ومهما تفوقت المعارج فهي الأعلى، وحيثما تغورت الموالج فهي الأدنى، ولولا حجاب البشريّة؛ ونقاب الرّوحانيّة، لأفنت سبحات نورها كلّ ذرّة في الملك والملكوت، فسبحان من كلّلها بالقدس، وتعالى من توّجها بالكبرياء، وعزّ من زمّلها بالجبروت، وجلّ من دثّره بالسّبحات، ولا غرو فهذا المظهر من ذلك المصدر .

111. الحقيقة المحمّديّة : هي وجود الإمكان المنفوح في الإمكان، فمن فوقها العماء، ومن دونها العدم، وهي روح الحياة المنفوخ في الدنيا، فعن يمينه الفناء، وعن يساره الموت.

112. الحقيقة المحمّديّة : هي أمّ الكتاب الجامعة للكلمات التّامات، المترجمة بالحروف العاليات، والنّاطقة بنقطة إبهام الذّات، (وكلّ شيء أحصيناه في إمام مبين) .