منظومة (الكون الأعظم) في المكان والزمان/الكثافة الذريةالحرجة
حقيقة تقال أن الخلق للكون لم يكن خلقا عشوائيا كما يقول الماديون لأن الفوضي لاتوجد النظام والكون سمته النظام والفوضي لاتوجد التناسق المطلق كما في تناسق الكون المطلق . وليس بسبب إنفجار الذرة الكونية الأولي قد أوجد هذا التناسق الكوني الشائع في سماء الكون . فماذا يؤكد لنا أن الكون كان ذرة أولي فريدة . وماذا فجرها ؟. سؤال منطقي لم يجب عنه العلماء حتي الآن بل لم يوجد لديهم دليل واحد علي أن بداية الكون كانت ذرة مدمجة تعادل كتلها كتلة مادة الكون مجتمعة. ولو كان بدايته هذه الذرة المفترضة وإنفجارها الكبير . فهذا معناه أن هذه الذرة المتناهية حجما قد وقع عليها ضغط خارجي جعلها تنضغط حتي بلغت قوة تحملها صفرا فلم تستطع مقاومة هذا الضغط الهائل فتفجرت وتبعثرت جسيماتها في الفضاء الخالي (الخواء). وهذا ماجعلها تخضع إفتراضاغ للكثافة الذرية الحرجة . لأنها كلما إنضغطت قل حجمها وزادت كثافتها .وهذا معناه أن قوانين الفيزياء كانت موجودة لأن لكل فعل رد فعل يماثله في القوة . وهذه القوانين كما سبق وأن أسلفت لم توجد كما يقال مع وقوع الإنفجار الكبير للذرة الكونية الأولي . لكن قوانين الطبيعة (الفيزياء الطبيعية) ظهرت مع ظهور الطبيعة الكونية للوجود ممثلة في الذرة الكونية الأولي التي أورد ذكرها علماء الفيزياء الفلكية . ونظرية إينشتين حول الزمكان نجدها لاتطبق إلا علي الكون المرئي سواء في مراحل تطوره أو بكامل هيئته . لهذا لايمكن تطبيقها علي مفهوم الذرة الكونية الأولي . لأن مفهوم الزمان كبعد رابع في نظرية إينشتين يرتبط بالأبعاد الثلاثة التي تشكل المكان المنظور . ويعتمد في قياسه علي سرعة الضوء . لهذا الذرة الأولي أبعادها نسبية خاصة بأبعادها الذاتية كالقطر والمحيط طالما هي علي هيئتها وشكلها وعمرها يقاس بالسنين الزمنية مما تعدون وليس له صلة بسرعة الضوء أو السنين الضوئية . لكن عندما تنفجر يمكن قياسها بسرعة الضوء وينطبق عليها نظرية الزمكان لإينشتين التي تطبق علي كون قائم في الزمان والمكان وكلاهما يصبحان وحدة قياسية واحدة حيث يتمدد الزمان في المكان . ومن قال أن كوننا كان ذرة مدمجة ثم إنفجرت ؟.ألا يمكن أن يكون الكون جسما كونيا إنفصل عن كون أعظم ؟. كل شيء وارد ولاسيما لاتوجد شواهد أو دلائل تؤيد مقولة الكون كان ذرة إنبلجت ثم تفجرت لكون هائل هو كوننا الماثل أمام ناظرينا منذ بلا يين السنين . ولماذا لايكون في الأصل جسما إنفصل عن الكون الأعظم ثم شكل المنظومة الكونية كما حدث بالشمس من قبل . وهذا يبينه تجانس مواد الكون وعناصره كما جاء ذكرها في جدول( مندليف ) عندما رتب العناصر فيه وتنبأ بوجود عناصر لم تكتشف فترك مكانها خاليا ولم يسمها واكتشفت عناصر جديدة بعده لم تعرف من قبل وبعضها اكتشفت في آثار بعض المذنبات التي هبطت علي الأرض من السماء . فتوحيد مادة وعناصر كوننا يعتبر دليلا علي أن مادة الكون واحدة ومصدر مواد وعناصر كوننا قد أتت من كون أم . وهذا دليل علي أن الكون الأعظم حقيقة وجودية ومواده نفس مواد كوننا ونفس مواد أرضنا لحد ما . وظهور كوننا كجرم إنفصل عن كون آخر يؤكد أن الكون الأعظم طبيعته موحدة لأن قوانين الطبيعة واحدة سواء فوق الأرض أو الشمس أو أي نجم أو مجرة أو حتي في كون آخر . لأنها الحقبقة المطلقة والمجردة في الوجود . ولو اختلفت في شيء إنقلب الكون علي مافيه وسادت الفوضي والعبثية به . فالمجموعة الشمسية تتسم بالنظام المعجز وهي أفضل مثل لأقدم سلف وهو الكون . فنظرية الذرة الكونية الأولي نظرية مشكوك فيها لأنه تصور لايتسم بأي دليل . فقد يكون الإنفجار الكبير الذي أورد ذكره العلماء إنفجار جسم فضائي كتلته هائلة إنفصلت عن الكون الأعظم وهذا إحتمال وارد ويقبله المنطق ويتقبله العقل . وقد يكون هذا الجرم قد حدث فيه تفجير نووي بفعل شدة حرارته مما ولد طاقة كونية سيرت كوننا وأسفر عنها ظهور عناصر خفيفة أو عناصر ثقيلة كونت مواد كوننا .وفي هذا نجد أن عمر الكون أقدم مما قدره العلماء ب 15 بليون سنة ضوئية . لأن هذا الزمن تقديري وقدر حسب أبعاد المجرات والنجوم والمستعرات النجمية العظمي وكان الكون وقتها في مراحله الطفولية والتي لايستطيع العلماء تقديرها . فعمر كوننا مازال في وعاء مغلق لم يكشف غطاؤه حتي الآن .وهذه النظرة العقلانية للكون تبين أن كوننا قد نشأ من عباءة كون آخر فرض علي كوننا قوانينه الطبيعية التي تحكم سيرورته في الزمن الكوني ولاتتبدل فيه ليظل كونا قائما وموجودا. ساعات الكون يقيس علماء الفلك عمر كوننا بطريقتين هما عن طريق النظر إلي النجوم القديمة وقياس معدل تمدد الكون الذي يرجع لنظرية الإنفجار الكبير. وهذا ماجعلهم يعكفون علي تحديد أعمار بعض عناقيد النجوم الكروية التي تعد تجمعا كثيفا لملايين النجوم المتقاربة والتي ظهرت في توقيت متزامن . وتتركز هذه النجوم العنقوديةبشكل هائل في مركزهذه المجرات العنقودية الكرويةعكس عناقيد ألفا قنطورس القريبة منا . وتعتمد حياة النجم علي كتلته . فالنجوم التي كتلتها كبيرة أكثر توهجا من النجوم التي كتلتها صغيرة . وسريعا ما تحترق لنفاد وقود الهيدروجين بها . وشمسنا كنجم وقودها كاف اتظل متوهجة وساطعة لمدة 9بلايين سنة . ونري أن نجما وقوده ضعف وقود الشمس يحترق خلال خلال 800مليون سنة. ونجم كتلته عشرة أضعاف كتلة الشمس يحترق خلال 20 مليون سنة . ولو كتلته نصف كتلة الشمس يحترق خلال 20 بليون سنة . وتعتبر العناقيد النجمية ساعات الكون . فعنقود كروي عمره أكثر من 10 ملايين سنة . فإن وقود الهيدروجين في أحد نجومها يعادل كتلته عشر مرات كتلة الشمس . لهذا فكل نجم به وقود يجعل إضاءته مائة مرة أشد من الشمس . ولو كان عمر العنقود النجمي الكروي 2 بليون سنة فإن كمية الوقود المحترق تعادل ضعف كميته بالشمس . وبعض العناقيد الكروية بها نجوم أقل من 7,.من كتلة الشمس . لهذا فهي أكثر عتامة منها . وهذا ما يسبب صعوبة في تحديد مسافات هذن النجوم وسطوع كتلنه في العنقود. والطريقة الثانية لتحديد عمر الكون هي قياس ثابت (هبل) (H0 ) الذي يقيس معدل التمدد السائد به. ويتخذ العلماء مقياس معدل التمدد للرجوع إلي زمن الإنفجار الكبير . وهذه العودة في الزمن القديم للكون تعتمد علي كثافة الكون الحالية وتركيبه . فلو كان الكون مسطحا فستصبح المادة معظمه ويكون عمره 2/(H03 ) ولو كان الكون كثافته قليلة جدا فعملر الكون سيكون أكبر من 1/H0 .واستقر علي أن ثابت هبل (1/H0 )يعادل مابين 10 –20 بليون سنة هو عمر الكون . لكن هذا العمر يتعارض مع الطريقة الأولي . لأن الكون لو كان عملره 10 بلايين سنة كما بينه العلماء . فإن هذا الزمن أقل من عمر أقدم النجوم كما قيست كتلتها .مما جعلهم يرجحون أن نظرية الإنفجار الكبير غير صحيحة أو يجب تعديل نظرية النسبية العامة بإضافة الثابت الكوني لها .فلو كان عمر الكون 20 بليون سنة كما بينه علماء آخرون فهذا معناه أن أعمار النجوم العنقودية القديمة ستكون أقل مما يجعل نظرية الإنفجار الكبير نظرية مقبولة نسبيا . فقانون(هبل) نجده يصف تمدد كوننا لكن قوة الجاذبية الكونية تعترضه . فالمجرات حاليا تتباعد عن بعضها بسرعة أبطأ مما كانت عليه في الأزمان السحيقة أو في شباب الكون . لهذا تضاربت الأقوال عن عمر كوننا والذي يقدر بحوالي 15 بليون سنة ضوئية حسب تقدير الكتلة العامة لمواد الكون باستثناء كتلة المادة المظلمة التي لم تدخل في حسابات كتلة هذا الكون أو كثافته . فلو قدرت كتلتها و أضيفت فلاشك أن كتلة الكون وكثافته ستزيدان كثيرا وهذا ما يجعل بعض العلماء يقدرون عمر الكون بحوالي 13 بليون سنة ضوئية قطع فيها الكون ككل هذه المسافة التمددية . لأن كوننا أثقل مما قدره العلماء. لأنهم لم يهتدوا لكتلته الحقيقية لأن كثافة المادة0 المظلمة فيه لم يضمنوها حساباتهم عند تقديرهم لكتلة مادة هذا الكون أو كثافته أوحساب زمن عمره. ويقال أن الإشعاعات الكونية الخلفية التي تعتبر إشعاعات ميكروويفية هي أكبر شاهدا علي أن الكون يتمدد من خلال حالة ساخنة وكثيفة لدرجة أنها تصدر إشعاعات . فكيف تجمعت في أطراف الكون؟ . ولما لاتكون إشعاعات كونية وفدت من خارج الكون نفسه عندما يخترق الأشعة الكونية وهو منجذب بالجاذبية الكونية خارجه؟. وهذا مايحدث للأرض عند دورانها حول نفسهاأو دورانها في مدارها حول الشمس فيصلها الرياح الشمسية والمغناطيسية من حقل المغناطيسية الفضائية . النظام والتناسق المبدأ الكوني ((Cosmological principleالذي ينص علي أن كوننا منتظم نراه لا يتغير في تطبيقه علي كوننا أو حتي بالكون الأعظم وما يتبعه من أكوان . ويعتبر كوننا جزءا نمطيا في فسفيسياء لوحة الكون الأعظم حيث نري فيها الأكوان قد وزعت بشكل منتظم في فضاء مظلم بارد حيث مادته تتوزع في شكل مجرات كونية. فالنظام بكوننا هو نتاج تجميع للعناصر المنفصلة به أو ترتيب متزامن ومنظم للأشياء والألوان والحوادث بداخله في الزمن . لذا نجد أن النظام الكوني نوعان هما نظام التجميع (Grouping system) ونظام التنسيق(التناسق أو التناظر ) (ٍ Symmetry order) وهذان النظامان وجها عملة واحدة اسمها الكون. لأن نظام التجميع للأشياء المتشابهة معا لتتركز في مكان خاص متصل أو منفصل ليكون بعيدا عن مجموعة أخرى . أما نظام التنسيق الكوني فهو حدث أو نظام منتظم في ترتيب أنواع من الأشياء المختلفة المتجمعة معا في توزيع متناسق داخل إطار مرجعي . وهذا النظام يعبر عن نموذج ناعم ومتناسق . وهذان النظامان يمكن تطبيقهما علي كون حقيقي ماثلا أمامنا . وإذا كان ثمة تناسق في هيئة الكون من داخله . فهذا معناه أن الجاذبية تؤثر عليه من كل الاتجاهات ليصبح كروي الشكل وإلا كان الكون منبعجا . أو يتجه بفعل الجاذبية لوكانت في اتجاه واحد من الكون فسيسير فيه. فقد يصبح الكون كالكمثري أو مخروطي الشكل أو منبعجا. ولو كانت الجاذبية من اتجاهين متضادين لأصبح الكون كالوترين المشدودين وانطبق علي ذاته ليمتد من الطرفين. بهذا سيصبح كونا أقل حجما وأكثر طولا عن ذي قبل بفعل الشد الوتري في عكس الاتجاهين مما يجعله كونا منضغطا علي ذاته. لهذا فرضية أن الكون يتعرض لجاذبية خارجية تشده في كل اتجاه نظرية مقبولة تحقق له التوازن الوجودي بالفضاء خارجه والتناسق الداخلي ليصبح كونا معلقا يدور حول نفسه . ولو كان الكون جسما كونيا في الفضاء الكوني أشبه بالمذنبات فهذا معناه أن حجمه أكبر مما كان عليه في البدء وسيصبح كونا له ذيل وسيتجه في مدار إهليليحي منبعج ليصبح قريبا أو بعيدا عن الكون الأ عظم أو يقع في دائرة تأثير جاذبيته. وكلما قرب من الكون الأعظم تمدد وتسارع في سيره نحوه .