انتقل إلى المحتوى

كيفية انشاء محتوي في موسوعة ويكبيديا

من ويكي الكتب

استراتيجية أوكتاشيفت لتطوير المؤسسسات وتنمية الدولة|المجال الإداري|إعداد دكتور عمرو سيد صالح عبدالعزيز

المقدمة:

   الحمد لله رب العالمين، الذي أرسل محمدًا رحمة للعالَمين، وجعله مثالًا كاملًا وأسوة وقدوة حسنة للمؤمنين، وحجة على خَلقِه أجمعين؛ حيث جعل رسالته للناس كافة، والصلاة والسلام على نبينا الذي بُعث بمكارم الأخلاق، أعظم الخلق وأطهرهم، خير خلق الله، محمد بن عبدالله، القائد الأول، وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته بإحسان إلى يوم الدِّين وسلم تسليمًا كثيرًا.. أما بعد..
   فهذا كتاب جديد أضعه بين يدي كل قارئ وطالب علم ومختص في الميدان الإداري، عله يسهم في رفد المكتبة الإدارية العربية بالجديد والمفيد-إن شاء الله-، فقد جاءت فكرة هذا الكتاب بعد ملاحظتي لحال أمتنا، وما هي فيه من تردٍ وتأخر وروتين وتراجع وتخلف عن ركب الأمم من حولنا، بالرغم ما تمتلكه من عناصر قوة وريادة، فالناظر في حال بعض الأمم المتقدمة لا يجد فرقًا مجتمعيًّا شاسعًا بيننا وبينهم، فعند تناول أمور العرب والمسلمين وأحوالهم في موضوعات شتى، تجد أنهم قادوا العالم لمدة تزيد على سبعمائة عام، قامت خلالها الحضارة العربية الإسلامية بدورها الطليعي خير قيام في بناء النهضة العلمية، وأثر العلماء العرب والمسلمون في النهضة الأوروبية، وكان طابع الثقافة العربية الإسلامية غالبًا وواضحًا ومؤثّرًا في كثير من المجالات العلمية والفكرية والثقافية، وانتشرت الثقافة العربية الإسلامية في العالم الغربي، ونهل علماء أوروبا من المصادر العربية الأصلية، ووجدوا أنها تراثٌ علمي عظيمٌ، فاشتغلوا بدراسته وتحليله، ولقد كان العرب والمسلمون يمثّلون العلم الحديث بكل معنى الكلمة، بل كانوا روادًا في المناهج العلمية الحديثة، وقد اكتسب المثقفون والعلماء في أوروبا من الثقافة العربية الإسلامية، أكثر من مجرد المعلومات، إنهم اكتسبوا العقلية العلمية ذاتَها بكل طابعها التجريبي والاستقرائي، فأسهم الإسلام كثيرًا في تقدّم العلم والطب والفلسفة؛ وقال ويل ديورانت (Will Durant) في كتابه «عصر الإيمان» (The Age of Faith): «إن المسلمين قد أسهموا إسهامًا فعالًا في كل المجالات.. إن الحضارة الإسلامية احتلت مكانة رفيعة بين الحضارات الكبرى التي ظهرت في تاريخ البشرية، كما أنها من أطول الحضارات العالمية عمرًا، وأعظمها أثرًا في الحضارة العالمية».[1]
  ويؤكد سالم القحطاني أن الإسلام اهتم بالقيادة منذ بزوغ فجر يومه الأول، خاصة أنه نظر إلى القيادة على أنها جزء مهم من الطبيعة البشرية؛ إذ إنها تشكل النظام الذي ترتكز عليه حياة الإنسان وتفاعله مع غيره من بني البشر.[2]
  إن الإسلام قد فتح باب العلم على مصراعيه، وترك مجالًا واسعًا للبحث والتأمل والتفكير، فيذكر المستعرب الصيني «لي قوان فبين» وكيل وزارة الخارجية الصينية، عضو مجمع الخالدين (اللغة العربية) بالقاهرة، صاحب الدراسات العاشقة لتراث وحضارة العرب والمسلمين: «أن الحضارة الإسلامية من أقوى حضارات الأرض، وأنها قادرة على اجتياز أي عقبات تواجهها، لأنها حضارة إنسانية الطابع، عالمية الأداء، رفيعة القدر علميًّا وفكريًّا وثقافيًّا، وبعدما تعمّقتُ في الأدب العربي القديم والحديث ازْداد اقتناعي بأن الشرق يمتلك سحر الحضارة والأدب والثقافة، وأنه صاحب الكلمة المفكِّرة والعقلية المنظمة؛ إذن فالحضارة الإسلامية تحمل عوامل البقاء؛ لأنها عصية على الهدم، لتوافر أركان التجدد والحيوية في نبضها المتدفق، وهي من أقوى حضارات الأرض قاطبة؛ لأنها تستوعب كل ما هو مفيد من الآخر وتصهَره في نفسها ليصبح من أبنائها، بخلاف الحضارة الغربية المعاصرة، كما أن الحضارة العربية الإسلامية تتسم بأنها عالمية الأداء والرسالة، إنسانية الطابع، جوهرها نقي ومتسامح».[3]
   وأكد «جوستاف لوبون» (Gustave Le Bon) في كتابه «حضارة العرب»: إنه لمدة خمسة قرون متتالية لم يكن للجامعات في الغرب الأوروبي أي مورد علمي سوى المؤلفات العربية والإسلامية، كانت تتم ترجمتها من العربية إلى لغة الطلاب، وكانت تشمل هذه المؤلفات علومًا في الطب، والصيدلة، والجغرافيا، والفلك، والكيمياء، وعلم العمران، والهندسة، والزراعة، وغيرها.[4]
   وهنا سوف نجد أنفسنا عند الفحص والتدقيق أمام تساؤل عن السر وراء هذا التأخر للعرب والمسلمين الآن؟
  إن الإجابة عن هذا التساؤل لن تكون واحدة لدى أبناء الحضارة الإسلامية الإنسانية، وفي إطار كل الأنساق الفكرية، ومن مختلف المذاهب والمعتقدات، ما بين مجيب بتباعد المسلمين عن معرفة وفهم توجيهات دينهم في ميادين السياسة والاقتصاد والإدارة وعلوم مجتمعهم، وما بين مجيب بفقدان العبادات لروحها وسقوط الأخلاق من على عرشها، وما بين مجيب بانتشار العصبيات وتأثيرها العنيف على الدعوة الإسلامية، إلى جانب محاولات النفخ في الرماد من خارج العالم الإسلامي، بهدف تحقيق وترسيخ هذا التأخر والتخلف عن سائر الأمم، ما أدى إلى ضياع أجيال ضحية هذا العجز، ففي الحضارة الإسلامية التي مثلت العقيدة الإسلامية، وتمثل أيديولوجيتها ومذهبية أمتها منذ أن أصبحت الروح سارية في كل علوم تمدنها المدني وإبداعها الإنساني في الحضارة.
  ينسب تشارلز عيساوي هذا الجمود الموجود الآن إلى غياب الديمقراطية، وإلى الحكم المركزي في العالم العربي على امتداد قرون كثيرة واتساع الرقعة الجغرافية، وعدم تطور المدينة بالمفهوم الحديث، وإلى اضمحلال الحرف المهنية، وعدم تمكنها من التطور حتى تُشكّل قاعدة صناعية عصرية.[5]

يرد «الصادق النيهوم» الجمود إلى شكلية القيم الدينية المعاصرة، وضعف تجسيدها الجوهر، وإلى توظيف الدين في غير مأربه الصحيح.[6]

   ويرى «هشام شرابي» أن سبب الجمود يكمن في البناء الأبوي المحدّث كمنتج للثقافة السائدة، والذي يعزّز الاعتمادية والتبعية وعدم المساواة، ويهمش دور المرأة، ويعمّق المحسوبية والمحاباة، ويضعف المؤسسية.[7]
  أما توبي هوف (Toby Huff) فيرى في غياب المؤسسية منذ العصر الوسيط سببًا للجمود الفكري في العالم الإسلامي والعربي، ما أضعف فرصة نشوء نهضة علمية حديثة كتلك التي سادت في الغرب.[8]
  ويرجع «حليم بركات» الجمود العربي إلى النظام القيمي العربي التقليدي الذي يركز على الماضي بخلاف الحاضر، ويعزّز الجبرية بخلاف الإرادة الحرة، وينمي العيب بخلاف تأنيب الضمير، وينمي الانقياد بخلاف الابتكار، ويعضّد ثقافة العاطفة على حساب ثقافة العقل، ويركز على الشكل بخلاف المحتوى، ويجسد الجماعية على حساب الفردية، ويُقوي الانغلاق على حساب الانفتاح.[9]
   يعزو "محمد إقبال" الجمود الفكري في العالمين العربي والإسلامي إلى وقف باب الاجتهاد، الذي يعتبره المحرك الرئيس في تطوير التصورات والنماذج الفكرية اللازمة لتكيف المجتمع مع المستجدات، ويرى إقبال أنه لو استمر الاجتهاد، ومارس دوره في المجالات الحياتية المختلفة لتبدلت الرؤية إلى أمور جوهرية كثيرة، ومن منظور تحليلي مستند إلى البناء على طروحات رئيسة في العلوم الاجتماعية المعاصرة والعلوم الفقهية الكلاسيكية، وبتوظيف المفهوم الميتافيزيقي، يرى إقبال، وعلى سبيل التوضيح، أنه لو استمر الاجتهاد لتغيرت النظرة في المجتمع المسلم، ومن ضمنه المجتمع العربي إلى علاقة الحاكم بالمحكوم، ولكانت الديمقراطية بديلًا للشورى، ولتغيرت النظرة إلى مكانة المرأة، ولكانت المساواة بين الرجل والمرأة قائمة.[10]
   وتجمع آراء الباحثين البارزين على وجود ضعف في الكيان العربي يشمل أبعاده الفكرية المحورية، ومنظوماته القيمية، ونظمه الاجتماعية والسياسية، والإدارية، والسلوكية، ويلتقي كثير من هذه الطروحات مع طروحات الدراسات الإدارية العربية وغير العربية المعاصرة التي شخّصت الممارسة الإدارية والتنظيمية العربية، وفسّرت ضعفها وتقليديتها، فنجد أن من أهم أسباب التخلف يرجع إلى غياب: البيئة العلمية (Scientific Environment)، والتفكير النقدي (Critical Thinking)، والحرية ((Liberty، والعدالة (Justice)، والقواعد القانونية ((Rules of Law، وثقافة المشاركة ((Participatory Culture، والمساواة ((Equality، والكفاية ((Competency، وإتقان العمل (Work Perfection)، والمساءلة ((Accountability، والتعددية (Plurality)، وعلي رأسها القيادة (Leadership) التي قد تكون السبب المباشر في كل ذلك –على اختلاف وجهات النظر- فهي الطاقة الفاعلة في مسببات الحضارة التي تمتلك آفاقًا غير محدودة، ومن ثم فهي أشبه بالقلب الذي إذا صلح صلح الجسد كله، وإذا فسد فسد الجسد كله. إننا إذا أردنا نهضة حضارية حقيقية فلا بد أن نهتم بالقيادات وطرق إعدادهم وصناعتهم، ومراجعة وتقويم المفاهيم التقليدية للأمة في استحضار للرؤية التاريخية لنظام العلم في جوانب حياتها المختلفة، حتى لا تنزلق المؤسسات العربية والإسلامية إلى اتجاه المحاكاة والتقليد والقفز إلى نهايات العلوم من دون وجود أرضية ترتكز عليها للاستفادة منها، ودون أن يكون لذلك صلة بالواقع الاجتماعي والاقتصادي، وسميت هذه النزعة –حسب مقولة أحد المفكرين العرب– بـ«العلموية»، وأصبحت تشكل جزءًا من عقلية النخبة المتعلمة والمتخصصة في العالمين العربي والإسلامي، فالدول تتكون من مؤسسات مهما كانت رسالة هذه المؤسسة، فإذا قادها قائد فاسد أو جاهل سقطت المؤسسة، ثم التي تليها ثم التي تليها، حتى تسقط الدولة كلها تلقائيًّا، والعكس صحيح، فإذا أردنا نهوض دولنا فلا بد من رسوخ قاعدة الإنسان المناسب في المكان المناسب، وفي الزمان المناسب أيضًا.
   وعلى الصعيد العربي نجد المملكة العربية السعودية تعيش حالة إستثنائية من نجاح وإنجاز وتألق على كل المستويات، ونري دولة الإمارات التي كانت في بداياتها تعتمد على صيد الأسماك واللؤلؤ، تشهد نموًا اقتصاديًا هائلاً مدفوعًا بثروتها من النفط والغاز، وأصبحت محطة استقطابات مالية وسياحية في الخليج والشرق الأوسط حيث تمكن الشيخ زايد –رحمة الله عليه- من تحقيق نهضة اقتصادية كبيرة في دولة الإمارات، وهو يحظى بشعبية في داخل البلاد بوصفه الأب المؤسس، وفي خلال العشر سنوات الأخيرة كان النمو الاقتصادي مذهل بقطر فحصلت على مركز عالمي مالي متقدم فبحسب صندوق النقد الدولي كانت قطر من أكثر الدول ذات النمو الجيد، وحازت على معدل نمو (7.1%.) فمنذ زمن غير بعيد، كانت الكثبان الرملية تقف مكان تلك المباني الشاهقة، لكن كل من زارها أعجب بالتطور العمراني الهائل والإنجازات التي تعيشها دولة قطر، وقد أشادت وسائل الإعلام الدولية بما فعلته دولة قطر خلال استضافتها بطولة كأس العالم 2022م، فإن مسيرة قطر في مجال الابتكار والإبداع التكنولوجي الرياضي ستتواصل لتكون الدوحة بذلك حاضنة رئيسية لأهم الشركات المختصة في مجال التكنولوجيا الرياضية.     
  وتسعي دول مجلس التعاون الخليجي إلى مواكبة هذه التطورات والاستفادة من أفضل الممارسات العالمية والفرص المتاحة بما يمكّنها من التحوّل إلى حكومات رقمية بامتياز، وتعتبر عملية التحوّل الوطني في الشرق الأوسط رحلة رقمية تمر عبر محطات تقوم على ستة محاور لها أثر كبير على القطاع العام في دولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية وقطر والكويت، وهي تتضمن هذه المحاور الستة: المدن الذكية، والسياحة الذكية، ورعاية جيل المستقبل، والغرف الصفية في المستقبل، والحكومة الذكية، ومستقبل التنقل.   
   وتركز الاستراتيجيات الحكومية على دور التقنيات الرقمية لما لها من دور ٍ كبير في تسريع عملية التنويع االقتصادي وتشجيع الاستدامة وتعزيز مستويات رضا العملاء بالاعتماد على أهم التقنيات المبتكرة واستراتيجية أوكتاشيفت فعالة جداً لهذه المرحلة حيث يمكن من خلالها دعم الجهود المبذولة للكشف عن الحلول الذكية، ودفع عجلة تطوير القطاع العام والخاص نحو الأمام، وأن تساهم في تنمية الخدمات العامة المستدامة وتوفير الركيزة الأساسية لنجاح الثورة الصناعية الرابعة.
   فإشارة لما سبق نجد أن القائد محور نجاح كل شيء، فكم من دول كانت ترزح تحت خط الجهل والفقر والتأخر، فحظيت بقائد ملهم فنهض بها إلى مكانة عليا، فإن أردنا أن نتخذ لذلك مثالا ًفلننظر إلى ماليزيا وما حدث بها من طفرة فجائية تقدمية اقتصادية وسياسياً، هذا كله يرجع بعد فضل الله وتوفيقه إلى قائد عظيم سمى بالبلاد إلي مصاف الدول العظمي، ودفع بها نحو النمو والتقدم والازدهار، حين تمكن من الانتقال بها من دولة زراعية مجردة تعتمد علي تصدير السلع البسيطة إلى دولة صناعية وتكنولوجية متفوقة، فأصبح الفكر التنموي للقائد الماليزي المسلم مهاتير محمد مثالاً يحتذي به العديد من القادة ورجال الاقتصاد في جميع أنحاء العالم.
  من هذا وذاك جاءت فكرة كتاب «القيادة الاستراتيجية واستراتيجية أوكتاشيفت لتطوير المؤسسات وتنمية الدولة» حاول الباحث أن يتجنب دراسة الفقاعات القيادية، مع توفير عمق معرفي عن ظاهرة( ) القيادة (The phenomenon of leadership)، فعلى الرغم من توارد العبارة على ألسنتنا، لم يقابلها وضوح في المضمون في وعينا، فالباحث الذي يريد معرفة مضمون مصطلح معين يقصد مصادرَ المعرفة المختلفة، باحثًا عن هذا المضمون، زارعًا في عقله ووجدانه بذرة فكرية تنمو، فتقوم بتلوين مساحة من عقله ووجدانه بالصبغة الحضارية التي حكمت لون هذا المضمون، فيملأ حيزًا من الفضاء المعرفي، فيتبادر إلى أذهاننا كثير من الأسئلة عندما نتناول موضوع القيادة الذي هو من الأهمية بمكان؛ خاصة أننا في هذا العصر في أحوج ما يكون للقيادة الرشيدة والحكمة السديدة في أمور الحياة، وقيادة المنظمات المختلفة.
   إن تناول قضية الجمع بين الأصالة والمعاصرة هي أهم ما سنتعرض له من خلال التفكير والتأمل والعرض والتناول في هذا الكتاب، فهي قضية المسلم الذي يؤدى فرائض دينه غير أنه يسعى جاهدًا في الوقت نفسه إلى قوة العلم في أحدث صورة مواكبة للعصر الذي يعيش فيه، بل وعيناه على المستقبل، في سعي دؤوب للبحث والتقصي واستقراء آيات الكون التي خلقها الله سبحانه وتعالى، ثم ليندفع صوب التغير والتطور والارتقاء، وهي عملية ترتبط كل الارتباط بعجلة الحياة ودورتها المتصلة، وبما أن العلوم تتجدد باستمرار فالأمر يحتم علينا مواكبة تطوراتها وتجددها، وذلك عبر البحث والتعلم والتفكير المستمر لإدراك هذا التقدم، ولن يحدث هذا إلا بوجود قيادة استراتيجية واعية تجدد الفكر وتستنهض الأمة.

مبررات إعداد هذا الكتاب وأهميته في أنه: 1. إضافة مادة علمية أكاديمية في مجال القيادة الاستراتيجية؛ حيث هناك قلة ملحوظة في المكتبة العربية في المجال القيادي بوجه عام، واتخاذ القرار الاستراتيجي بوجه خاص. 2. يتوقع أن يستفيد الباحثون والمديرون والقادة من خلال الكشف عن المرتكزات الرئيسة للقيادة الاستراتيجية، والنماذج التطبيقية الناجحة. 3. إعداد كوادر قيادية شبابية تفيد المجتمع، وتكون بادرة أمل لمستقبل أفضل. 4. يساعد علي تنمية المؤسسات وحل مشكلاتها وبالتالي النهوض بالدولة. 5. تقديم استراتيجية أوكتاشيفت لتطوير المؤسسات وتنمية الدولة.

  أما تقسيمات الكتاب وموضوعاته قد احتوت على تسع فصول كما يلي:

تناول الفصل الأول مدخلاً إلى مفاهيم القيادة والإدارة من حيث التعريف والفرق بين كلاٍ من القيادة والإدارة، والقائد والمدير، وبعض المداخل المستخدمة في تصنيف المهارات الإدارية وصولاً إلى صفات القائد بين التراث الإسلامي والغربي. أما الفصل الثاني فقد تناول المبادئ الأساسية للقيادة والتغيير من خلال المبادئ الأساسية لممارسة القيادة واهمية ومهارات القيادة وبعض استراتيجيات بناء الصورة الذهنية للقائد والقيادة، وإدارة وقيادة التغيير والعمليات السيكولوجية ذات الصلة بالقيادة. وجاء الفصل الثالث ليتناول أنواع وخصائص ومهارات القيادة، وأهم مميزات القيادة الجماعية وعيوبها، وأسس القيادة الإدارية والعسكرية، والمبادئ الأساسية لممارسة القيادة للتحول نحو التغيير والتطوير وصولاً إلى بعض مصفوفات القيادة وكيفية اكتشاف القادة. أما الفصل الرابع فقد تناول نظريات وأنماط القيادة من حيث أهم النظريات الأكًمة لموضوع القيادة وتقديم نماذج لقيادات من التراث العربي والإسلامي، ومنه أهم الركائز التي قامت عليها عملية القيادة والمهام الرئيسية للقائد والمدير والعوامل المؤثرة في اختيار أسلوب القيادة. وتناول الفصل الخامس التوجه نحو القيادة الاستراتيجية؛ من حيث الفلسفة والمبادئ والأسس وعلاقة ذلك بمفهوم الاستراتيجية ومراحل تطور هذا المفهوم، وعناصر بناء الاستراتيجيات مع تقديم أهم ممارسات القيادة الاستراتيجية. أما الفصل السادس فقد تناول مهام القيادة الاستراتيجية من حيث الجذور المعاصرة للقيادة الاستراتيجية والهدف الرئيسي للقائد الاستراتيجي. ومراحل عملية القيادة الاستراتيجية، مع تقديم نماذج أخرى من التراث العربي والإسلامي، وأهم آليات صناعة قادة المستقبل وتدريبهم، والأهم من ذلك طرق اكتشافهم. وبالنسبة للفصل السابع فقد تناول منهجية صناعة القائد الاستراتيجي وبيئة العمل الصالحة، وقيم وأخلقيات العمل مع أركان العمل المؤسسي. أما الفصل الثامن فقد تناول عوامل نجاح القيادة الاستراتيجية، من حيث صفات القائد الاستراتيجي، ومهاراته وأهم وظائفه وقدراته والمهارات العشرة للقائد الاستراتيجي. والفصل التاسع هو الفصل الأخير في هذا الكتاب ويعتبر من أهم الفصول أهمية لما يحتويه من أدوات واستراتيجيات جديدة مبتكرة. إن استراتيجية أوكتاشيفت التي سيتم تناولها في هذا الفصل كسفينة نوح بالنسبة للمؤسسات سواء كانت صغيرة أو كبيرة ومساعدتها للخروج من عثرتها والصعود مرة أخري علي سلم النجاح، مما يؤدي لصلاح الأمم والنهوض من كبوتها أو الحفاظ علي مكانتها واستمرارية تقدمها، واستخدام هذه الاستراتيجية ليس للمؤسسات المتعثرة فقط بل والجديدة والتي تريد أن يكون لها الريادة أيضاً. وقد ختم الكتاب ببعض المصطلحات الواردة بالكتاب، حول موضوع الإدارة والقيادة الاستراتيجية.

    فهلا شمرنا عن سواعد الجد لاستعادة أمجاد أسلافنا الذين كانوا روادًا للفكر والعلوم للإنسانية جمعاء، وفتح الطريق لروح المبادرة والتفكير النقدي،  مما يبرز الدور الهام في نشر المعرفة، بمحاولات جادة لإعادة أنتاج الأيديولوجيا السائدة والقيم الرمزية، بأفكار أصيلة وجادة مما يساهم في امتلاك مشروع حضاري يبلور استراتيجيات جديدة في وضع تصورات واعدة لمستقبل أمتنا.
    والله أسأل أن يرضي هذا الكتاب شغف القارئ، وحاجة الطالب، وفضول الباحث، وعون لمتخذي القرار، وأن يجعل عملي هذا في صحائف أعمالي يوم أعرض عليه، عز وجل، وأن يضع به عني السيئات ويزيد لي به الحسنات، وأن يتقبله مني قبولًا حسنًا، اللهم أعني بالعلم وزيني بالحلم وأكرمني بالتقوي وجملني بالعافية، اللهم أنفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وزدني علمًا، هذا وما كان من نفع وإفادة فهو من الله جل وعلا، وما كان من تقصير فمن نفسي... والله المستعان... وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الله ولي التوفيق والسداد.

المراجع:

1. ديورانت، ويل وايرل. (د.ت). عصر الإيمان: ترجمة محمد بدران، المجلد الرابع من موسوعة قصة الحضارة، الجزء الثاني، جامعة الدول العربية، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، تونس، ص 365.

2. القحطاني، سالم بن سعيد حسن. (2001م). القيادة الإدارية: التحوُّل نحو نموذج القيادي العالمي، الطبعة الأولى، دار مرامر للطباعة، الرياض. 3. مجلة حراء. (2007م). الحضارة الإسلامية، العدد 9، ديسمبر.

4. لوبون، جوستاف. (2012م). حضارة العرب، ترجمة عادل زعيتر، دار هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة.

5. Issawi C) .1981) The Arab Word Heavy Legacy; and Issawi، C.، Economic and Social Foundations of Democracy in The Middle East، The Arab World's Legacy، The Darwin Press، USA. P. 231- 243 and P. 243- 265.

6. النيهوم، الصادق. (1991م). الإسلام في الأسر، رياض الريس للكتب والنشر، لندن.

7. شرابي، هشام. (1992م). النظام الأبوي وإشكالية تخلف المجتمع العربي، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت.

8. هف، توبي. (2000م). فجر العلم الحديث، ترجمة محمد عصفور، الطبعة الثانية، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت.

9. Barakat, H. (1993) The Arab World: Society, Culture and State, University of California Press, USA, p 181- 205.

10. Iqbal, M. (1960) The Reconstruction of Religious Thought In Islam, Javid Iqbal, Pakistan.

11. بن حنبل، أحمد. فضائل الصحابة، ج2/ ص740، ح1280.

12. الطنطاوي، علي. (1996م). هتاف المجد، دار المنارة للنشر والتوزيع، جدة، المملكة العربية السعودية، ص76.

13. مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، كتاب الآداب، باب تغير الناس، مسألة: الجزء الثامن، الفصل الأول، رقم 5360، رواه البخاري 6498، ومسلم 2547.

14. Bennis, Warren (1996) reinventing leadership strategies to empower the organization, New York: the Free Press.

15. Drucker, Peter F. (1955) The Practice of Management, Butterworth - Heinemann.