غوامض الكون/العدمية الكونية
العدمية الكونية أو الظهور البحت من اللاشيء
هل الكون منبوع من اللاشيء ؟ سؤال يعتبر المحور الرئيسي لمفهوم الوجود و اللاشيء و الشيء و علاقتهما باثنينهما ... هذا السؤال لم يخض فيه بعضا ممن هم مهتمين بالأمر (الباحثين ) حتى الآن و تركوا هذه المسألة للغيبيات و الإلهيات و النظرة النظرية لمعرفة الأسرار التي تختزنها هذه المسائل المغيبة التي يخال أنها تكتسي نوعا من اللبس و الغموض غير أنها ليست كذلك بل هي كذلك عندما يكون المرء على وقع تفوهه الوجودي بأن الأمر تسود جوانبه اللبس و الغموض . فهؤلاء الناس (الباحثين) لم يخضعوا الأمر لفرضيات علمية بل قاموا بتجاوز الأمر جليا كأنه ليس حلا من الحلول النابعة من الوجود اللاشيئي و كذا النظرة المبرمجة المأخوذة عن الأمر بجله . فبالنظر الندر للشيء أو وجود الشيء يتبين أن منبع هذا الأخير ليس اللاشيء أو العدمية الشيئية بل أن الأمر يدخل ضمن نطاق الألوهيات و أن ذوات الأشياء الكونية ليست مختلقة بصفة طبعية اعتباطية بل أن ذلك مختلق بدلالة تدل على وجود الخالق .حيث تم اعتبار أن هذا الأمر المسألة الأكثر غموضا لكنها ليست كذلك و ليس بإمكان المرء أن يعدها كالأمر المتفوه به في نطاق طبعي غير مكتمل . فالوجود الإنسي يتم عده من أكثر المسائل النابعة من اللاشيء و المصطنعة من ذات العمق العدمية و ذلك نظرا بأن الوجود محتم (كائن مكنون اللامتكننة ) . فهاته المسائل تدخل ضمن نطاق البارافيزياء أو البارافيزيقا أو الميتافيزيقا (ما وراء الطبيعة البحتة ) التي تبرز بأن الوجود ليس بذات الأمر شيئا و أن الشيء في ذات الأمر وجودا و أن الشيء ليس بإمكانه أن ينبع من اللاشيء أو بأن الوجود ليس بالطبع المتبع أن يتم تواجده بشكل محتم من محتوى اللاوجود. فرغم أن التصورات العديدة السائدة عن النشأة الكونية إلا أن الأمور تظهر جليا و بشكل أوضح مما كانت عليه من قبل و أن وجود المرء بحاتة و حتامة وجوده سلاسة . فمنبع الطاقة الكونية يأتي متتبع لمبدأ الوجود الأولي للحياة الطبيعية و الإنسية نسبيا للزمن الكوني الذي تضخم فيه الكون وتمدد (توسع الكون )لما هو على وقعه في الآونة الآنية و أن توسع مجالاته و تزايد عدد أبعاده ساهم في الرفع من منسوب طاقته سواء كانت المنبعثة أو المكتسبة من طرف الماديات الكونية .