عام الوفود/قدوم وفد همدان

من ويكي الكتب
« كتاب عام الوفود
قدوم وفد همدان
»
إسلام ملوك اليمن الحميريين إسلام بعض النصارى

قدم وفد همدان إلى رسول الله وكان منهم مالك بن نمط، وأبو ثور، ومالك بن أيفع، وضمام بن مالك السلماني، وعميرة بن مالك الخارفي، وقدموا إلى الرسول وهو عائد من غزوة تبوك وكان مالك بن نمط ورجل آخر يرتجزان القوم فقال واحد منهما: همدان خير سوقة وأقيال ليس لها في العالمين أمثال، محلها الهضب ومنها الأبطال لها إطابات بها وآكال. فقال الآخر: إليك جاوزن سواد الريف في هبوات الصيف والخريف، محطمات بحبال الليف.

فقام مالك بن نمط بين يديه فقال: يا رسول الله، نَصيّة من همدان، من كل حاضرٍ وبادٍ أتوك على قُلُص نَواج، متصلة بحبائل الإسلام، لا تأخذهم في الله لومة لائم من خارف ويام وشاكر (وهي أسماء قبائل من اليمن) أهل السود والقود، أجابوا دعوة الرسول وفارقوا الأنصاب، عهدهم لا يُنقَض.

كتاب رسول الله إليهم:

بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتابٌ من رسول الله محمد، لمخلاف خارف وأهل جناب الهضب وحقاف الرمل، مع وافدها ذي المشعار مالك بن نمط، من أسلم من قومه على أن لهم فراعها ووهاظها، ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة يأكلون علافها ويرعون عافيها، لهم بذلك عهد الله وذمام رسوله، وشاهدهم المهاجرون والأنصار فقال في ذلك بن نمط:

ذكرت رسول الله في فحمة الدجى ونحن بأعلى رحرحان وصلدد، وهن بنى خوص طلائح تغتلى بركبانها في لاحبٍ ممتدٍّ، على كل فتلاء الذراعين جسرةٌ تمر بنا مر الهجف الحفيدد، حلفت برب الراقصات إلى مني صوادر بالركبان من هضب قردد، بأن رسول الله فينا مصدق رسول أتى من عند ذي العرش مهتدى، فما حملت من ناقة فوق رحلها أشد على أعدائه من محمد، وأعطى إذا ما طالب العرف جاءه وأمضى بحد الممشرف المهند.