شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات/الدرس العشرون
29- أَبٌ أخٌ حَمٌ كَذَاكَ وَهَنُ / والنَّقْصُ فِي هذا الأَخِيرِ أَحْسَنُ 30- وَفِي أبٍ وَتَالِيَيْهِ يَنْدُرُ / وَقَصْرُهَا مِنْ نَقْصِهِنَّ أَشْهَرُ.
في هذين البيتين من النظم فوائد ثلاث:
الفائدة الأولى قوله: ( أَبٌ أخٌ حَمٌ كَذَاكَ وَهَنُ ). يقصد أن ( أب وأخ وحم وهن) من الأسماء الستة، ترفع بالواو نيابة عن الضمة، مثل قولك : 🖋️( هذا أوك وأخوك وحموك وهنوكِ). وتنصب بالألف نيابة عن الفتحة، مثل قولك : 🖋️( احترم اباك وأخاك وحماك ، واحفظي هناكِ). وتجر بالياء نيابة عن الكسرة مثل قولك: 🖋️( نظرت إلى أبيك وأخيك وحميك وهنيك). وهذا فهم من قوله (كذاك).
الفائدة الثانية قوله : ....................................والنَّقْصُ فِي هذا الأَخِيرِ أَحْسَنُ 30- وَفِي أبٍ وَتَالِيَيْهِ يَنْدُرُ.......................................... النقص هو؛ الإعراب بالحركة الظاهرة. ومراده؛ ان الإعراب بالحركة في (هن) أحسن من إعرابه بالحروف، وعليه تقول : هذا هنُك. ورأيت هنَكِ. ونظرت إلى هنِك). فيكون منصوبا مرفوعا مجرورا بالحركات الظاهرة. لكن هذا الإعراب قليل في( أب وتالييه وهما ( أخ وحم). فتقول مثلا ( هذا أبُك، ورأيت اخَك، ومررت بحمِك). ومنه قول الشاعر: بأبِه اقتدى عدِي في الكرم/ ومن يشابه أبَه فما ظلم.
الفائدة الثالثة قوله:( وَقَصْرُهَا مِنْ نَقْصِهِنَّ أَشْهَرُ. القصر :هو الإعراب بالحركات المقدرة على الألف في الأحوال كلها، فتقول : (هذا أباك ورأيت أخاك ومررت بحماك). مرفوع منصوب مجرور بالحركات المقدرة، ويسمى هذا قصر. ومنه المثل المشهور: ( مكره أخاك لا بطل). فأخاك مرفوع بالضمة المقدرة على الألف.
إعراب البيتين : (النقص) مبتدأ و(أحسن) خبره، و(في هذا الأخير ) معمول (أحسن) الذي هو اسم تفضل، وتقدم معمو له عليه قليل. و(في أب) متعلق ب(يندر)
و(من نقصهن) أيضا متعلق ب(أشهر) الخبر، وهو متقدم عليه، وهو في مثل هذا قليل الورود.
فوائد:
[عدل]أ/ الحم هم أقارب الزوج في مشهور الإطلاق. ب/ ذكر (الهن) مع الأسماء الخمسة ليس بمشهور عندهم، لذا كان إعرابه بالحركات أفضل من الحروف. ج/ في إعراب الأسماء الستة غير (الهن وذو) اذن أوجه ثلاث: التمام (اعراب بالحرف) النقص( بالحركات) بالقصر( بلزوم الألف)، وترتيبها، تمام وقصر ثم نقص. د/(الهن) قيل هو الفرج، وقيل هو ما يستقبح ذكره، وقيل هو اسم جنس لكل ما لا يحسن التصريح به.