شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات/الدرس العاشر
- الأصل في الأسماء الإعراب، والبناء فرع عنه.
قال ابن مالك رحمه الله. 15- وَالاسْمُ مِنْهُ مُعْرَبٌ وَمَبْنِي/لِشَبَهٍ مِنَ الْحُرُوفِ مُدْنِي.
اخبر رحمه الله تعالى أن الإسم ينقسم من حيث الإعراب والبناء إلى قسمين : 1/ قسم معرب، وهو الأصل ولذلك بدأ به. 2/ وقسم مبني، وهو فرع عن الأول، ولذلك أخره. فالأصل إذن في الأسماء ان ترفع بنفس الضمة، وتنصب بنفس الفتحة، وتجر بنفس الكسرة، او بنفس ما ناب عن هذه الثلاثة، وإنما كان اصله كذلك: لأنه مختص بتعاقب معانٍ عليه كالفاعلية والمفعولية...... ولأن إعراب الاسم لا يرد عليه أي سؤال عكس البناء، فكل اسم بني يقال فيه : لم بني ولم يعرب؟؟. والمبني من الأسماء لا يبنى إلا إذا أشبه الحرف وهو مذهب الناظم رحمه الله وجمهور المحققين؛ من أن علة بناء الاسم شبهه بالحرف، شبها قريبا ومدنيا له منها ا، فلو لم يكن الشبه مدنيا من الحروف ما صح البناء . (خلاصة البيت: الاسم ينقسم إلى معرب ومبني، ولا يبنى إلا إذا أشبه الحرف وبعُد عن أصله، واللام في ثوله (لشبه) تعليلية.) ويسمى الاسم المعرب متمكنا.. إعراب البيت: و(و) للاستئناف (الاسم) مبتدأ.(منه) خبر مقدم، (معرب) مبتدأ ثاني، والجملة خبر عن (الاسم)و(مبني) مبتدأ، وخبره محذوف دل عليه قوله سابقا(منه)، وليس بمعطوف على (معرب) (لشبه) متعلق بقوله (مبني)،و(من الحروف) متعلق بقوله (مدني) وهو نعت لشبه. تقدير البيت : والاسم معرب بعضه، ومبني بعضه، لشبه مدني من الحروف.
فوائد
[عدل]أ/ عبر ابن مالك بقوله (منه) البعضية، فيفهم منه أن هناك نوعا آخر غيرهما؛ (غير المعرب والمبني)وقد قيل بذلك، وهو الاسم الموقوف، لكن الصواب غير هذا. ب/ ذكر ابن مالك ان علة بناء الأسماء هو شبه الحرف، وهذا مذهب الجمهور ، وقيل علة البناء متنوعة...... ج/ قول الناظم ( والاسم منه معرب ومبني) فيه توجيهات وتخريجات دفعا لتوهم ما هو خارج عنهما.