شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات/الدرس الرابع والعشرون
لما ذكر ابن مالك رحمه الله إعراب جمع المذكر السالم والمفردات التي تجمع عليه، ذكر بعض الملحقات بهذا الجمع، فقال: ..................وَبِهِ عِشْرُونَا........……وَبَابُهُ أُلْحِقَ وَالأَهْلُونَا 37- أُولُو وَعَالَمُونَ عِلِّيُّونَا…......…وَأَرَضُونَ شَذَّ وَالسِّنُونَا 38- وَبَابُهُ وَمِثْلَ حِينٍ قَدْ يَرِدْ……ذَا الْبابُ وَهْوَ عِنْدَ قَوْم يَطَّرِدْ في هذه الأبيات من النظم فائدتان:
الفائد الأولى : الملحقات بجمع المذكر السالم. وهي أربعة أنواع:؛
- النوع الأول : (أسماء جموع)، وهو قوله:
(وَبِهِ عِشْرُونَا........……وَبَابُهُ أُلْحِقَ/ أُولُو). يقصد أن الفاظ العقود : " عشرون ثلاثون .......تسعون، " تعرب اعراب جمع المذكر؛ فترفع بالواو وتنصب وتجر بالياء، وليست جمعا حقيقيا؛ لأنه لا مفرد لها من لفظها. وكذلك (أُولُو)، فهي اسم جمع (لذي)، وقد وردت في القران مضافة بعد حذف النون مثل ( أولوا الألباب/ أولي النهى...).
- النوع الثاني: (جموع لم تستوف الشروط السابقة)،
وذكر منها اثنين، في قوله :(وَالأَهْلُونَا...وَعَالَمُونَ). فهما ملحقان بجمع المذكر السالم، يعربان اعرابه مع فقد شروط "عامر ومذنب" السابقين في التعريف، ف(أهلون) جمع ل(أهل)، وهذا الأخير ليس بعلم ولا صفة بل هو اسم جنس. و(عالمون) جمع "عالم" وهو اسم جنس جامد أيضا.
- النوع الثالث : (جموع سمي بها)، وهو قوله:؛ (عِلِّيُّونَا).
كقوله تعالى:(وما ادراك ما عليون) فهو معرب اعراب الجمع في حالة الرفع، ولكن ليس جمعا حقيقة، وإنما هو اسم لأعلى الجنة كما قالوا.
- النوع الرابع : (جموع تكسير)، وهو قوله :
(وَأَرَضُونَ شَذَّ وَالسِّنُونَا 38- وَبَابُهُ). ف(أرضون) جمع أرض، وهو اسم جنس مؤنث جامد ليس بعلم ولا صفة ، وكذلك "سنون" جمع سنة، وهي اسم جنس مؤنث كذلك، وقوله (وبابه) أي باب سنين، وهو كل اسم ثلاثي حذفت لامه وعوض عنها هاء التأنيث. الفائدة الثانية، حكاية نوع من الإعراب في الجمع، وهو قوله: (وَمِثْلَ حِينٍ قَدْ يَرِدْ……ذَا الْبابُ وَهْوَ عِنْدَ قَوْم يَطَّرِدْ) يقصد ان بعضهم نطق بالجمع ملازما للياء مع اعرابه بالحركة على النون رفعا ونصبا وجرا، مثل (حين)، ومنه الحديث (كسنينِ يوسف)، وقد اطرد هذا الإعراب عند قوم من النحاة منهم الفراء، واختار سيبويه وطائفة اعراب الجمع بالحركة المقدرة كما فعل مع المثنى سابقا. والتقدير : وَعشْرُونَا وَبَابُهُ أُلْحِقَ بِهِ، وَالأَهْلُونَا أُولُو وَعَالَمُونَ عِلِّيُّونَا كذاك، وَأَرَضُونَ شَذَّ وَالسِّنُونَا وَبَابُهُ كذاك، وَ قَدْ يَرِدْ ذَا الْبابُ مِثْلَ حِينٍ وَهْوَ يَطَّرِدْ عِنْدَ قَوْم.