شرح ألفية ابن مالك لعبد الواحد أشرقي ومصعب بنات/الدرس الثامن

من ويكي الكتب

قال ابن مالك : وَسِم بِالنُّوْنِ فِعْلَ الأَمْرِ إِنْ أَمْرٌ فُهِمْ. قوله "سِم" بمعنى علِّم، لان الوسم ، تعليم الشيء وتمييزه حتى لا يختلط بغيره. والمعنى : سم فعل الأمر بالنون، أي اجعلها علامة تميزه بها عن أخويه. ١/ فما مفهوم فعل الأمر ؟ ٢/ وما علاماته؟ ١/ الأمر ويقال له الطلب أيضا : {لفظ دل على طلب وقوع الفعل في الزمان المستقبل}. فقولك مثلا : اقرأ/تُب/نَم/كُل... كلها ألفاظ طُلب من المخاطب بها إحداث فعل في المستقبل. ٢/ ما علاماته ؟ يجيب ابن مالك بقول : (وسم بالنون فعل الأمر). - "نوني التوكيد" - يعني ان فعل الأمر هو الذي يدل على الطلب ويتميز عن أخويه بقبوله للنون. وال في قوله "بالنون" للعهد ، والمعهود قوله سابقا: "ونون اقبلن". فشمل الخفيفة مثل: (إني ناصحك فاسمعنْ كلامي) فلفظ "اسمعنْ" فعل أمر لقبوله نون التوكيد الخفيفة، ومثلها الشديدة ك"اصبرنَّ على الفتن". فإن دل على الأمر بنفسه ، لا بواسطة، كالمضارع المقرون باللام...... مثل : اسمعنْ/واصبرنّ. كما سبق ، فقال فيه "فعل أمر "، للحوق نون التوكيد له كما علمت. س/فإن دل على الأمر ولم يقبل النون فما نقول فيه؟ فعل أمر لا يقبل النون!!! أجاب ابن مالك رحمه الله بقوله : "'وَالأَمْرُ إِنْ لَمْ يَكُ لِلنّوْنِ مَحَلْ فِيْهِ هُوَ اسْمٌ نَحْوُ صَهْ وَحَيَّهَل'" والمعنى : ما دل على الأمر بمعناه ، ولم يقبل النون السابقة، لا تقل فيه فعل أمر، بل قل فيه: " اسم فعل". مثل : " صهْ". فهو موضوع لأداء معنى مثل الأمر، لكنه لا يقبل النون، فلا يقال : "صهنّْ" لعدم الورود، ولا "حَيّهلنّ". وإنما ذكر المصنف هذا القسم ، لئلا يتوهم متوهم أنه منه، ففصّل جمعا للباب، وذكرا للنظير قربَ نظيره ببيان ما يميزه عنه. ولابن مالك رحمه الله باب خاص ب"أسماء الأفعال.."