رواية في كل قلب توجد مقبرة لمؤلفتها شذى الروسان

من ويكي الكتب
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

في كل قلب توجد مقبرة ... كان هناك طفلة صغيرة تعيش برفقة والديها , تدعى يارا , يارا كانت طفلة صغيرة تحب والدتها كثيراً , تساعدها في أعمال المنزل , وتلعب كل يوم مع حيوانات المنزل من أغنام ودجاج , حتى انها كانت رغم صغرها تطهو مع والدتها . عائشة ( أم يارا ) : ماذا تفعلين يارا يارا : أطهو البطاطا يا أمي عائشة ( أم يارا ) : لا يمكنني مقاومة البطاطا اللذيذة يارا : تعالي يا أمي عائشة ( أم يارا ) : وصلت في الوقت المناسب , اعطني القليل منها , أوه يارا : أتمنى أن يعجبك كن ُت دائماً اغلى ما في الحياة والدتي , كن ُت عندما اتعرض للمشجارة مع اصدقائي , تحميني أمي , ولا تدع أحد يقترب مني , فمرة اتى ابن جيراننا ضربني , اتت امي صارخة ودافعت عني ومسحت لي دموعي بيديها , كان سبب حماية والدتي لي , انها أصبحت أم بعد وقت طويل , لذلك كانت أمي قلقة كثيراً من حدوث أي مكروة لي . يوماً ذهب ُت مع أمي إلى سوق الألعاب , أعجبتني لعبة ولم تكن أمي تملك النقود الكافية لشراءها , فعند رؤيتي التفت إلى لعبة اغلى من ما تحمل أمي من ثمنها , بدأت بألهائي كي لا أحزن وتعلق في نفسي وأصر عليها , ارادت أمي أن تمنحني كل شيء في الحياة , حتى أشياء لم تكن تملكها , تأخذني إلى الألعاب وتعلب معي بكل لطف وحنية , تقو ُل لي هيا يا صغيرتي ارفعي ياديكي واصعدي إلى الغيوم . لم يكن هناك شيء مستحيل لأمي , خصوصاً أي شيء متعلق بي , فعندما اتى الليل غفيت بجانب أمي , فكانت امي لا تفارقني حتى بالنوم , سهرت وصنعت لي لعبة جميلة جداً بيديها . لطالما كانت لدى أمي أمنية أن أتعلم لانها لم تستطيع من إكمال تعليمها , تقو ُل لي أمي : لماذا تكوني مثلي , أكسبي عيشك بنفسك , لكنها كانت فقط أمي الوحيدة من أرادت ذلك . فمرة عند حلول موعد عشائنا كالعادة , قالت أمي لأبي ستبدأ يارا الدراسة بعد عدة أيام ليس عليك فعل شيء , اعطني المال فقط وسأهتم بكل احتيجاتها , رد أبي قائلاً : كم مرة يجب أن أخبرك لا نملك المال , لماذا مصرة على تعليمها ؟ ردت أمي : هل تريدها أن لا تتعلم وينتهي بها المطاف مثلي ..ربما ستصبح ابنتي شيء , لماذا لا تصبح فطفلتي الوحيدة , من سيهتم بطفلتي ان لم اهتم بها , دعني اخبرك ستتعلم كانت أمي هي القوية دائماً , كانت تحارب العالم لأجلي وليس فقط أبي . فعلاً قالت أمي ستكمل تعليمها وأكمل ُت تعليمي وبالفعل ذهب ُت إلى المدرسة , أمي لم تحرمني من أي شيء , كانت تهتم جيداً بملابسي , وطعامي , وكل شيء احتاجة اجده مع أمي . لكن الطفولة تنتهي تماماً كاللعبة , لكني بقي ُت طفلة في عين أمي , كن ُت دائماً ارافق أمي إلى أي مكان تذهب الية , حتى لشراء خضار البيت , فمرة عند بائع السبانخ , فاصلت أمي البياع على دينار , مما شعر ُت بخجل من أمي , قل ُت لامي اخجل منك , ردت قائلة الجميع يساومون يا ابنتي , ولكني لم اقتنع بما قالته لي أمي . أمي دائماً كانت تضع لي جانباً مبلغ صغير بضع قروشات كل يوم في صندوق صغير منذ من ان بدأت ادرس في المدرسة دون علم أي أحد بالبيت . تابع ُت دراستي وكنت ُ فتاة ذكية جداً , ومتفوقة في جميع دروسي , لكن كان ما دائماً يأثر على حياتنا والدي , من شدة عصبيتة , وسوء تعاملة مع أمي , جعل هذا هم كبير في حياتي , وبدأت اشكي لصديقتي المقربة ما يجري معي , واني تعب ُت من شجار أمي وابي . يوماً طلبت المدرسة من جميع الطلاب حضور والداتهم للاجتماع المدرسي , وعندما حضرت امي إلى المدرسة , غضب ُت كثيراً من لباس امي واخبرتها لماذا مرتديه هذه الملابس ؟ هل تريدين احراجي امام زملائي ؟ لكن امي لم تبين لي ما شعرت بة , وقالت لي انا ذاهبة , ذهبت امي مكسورة الخاطر . كل يوم يمر في نهاية دوامي في المدرسة التقي مع صديقتي مريم عند الشاطئ , نتحادث في أمور حياتنا , كانت صديقتي مريم تميل للزواج ولا تريد أن تكمل تعليمها , اما عني انا كن ُت دائماً اريد ان اخرج من قريتي واذهب بعيداً لوحدي . سئم ُت من شجارهما كل يوم لامي وابي , سئم ُت من العيش معهما , حتى ابي بدأ يسئم من دلال امي لي , وهذا دلال زائد حسب ظنة , كن ُت دائماً اشعر بالخوف كلما هاجم ابي امي , واخبر امي يجب أن تتلرك البيت , لكن قالت لي : اين اذهب ؟ لا املك المال ولا الأهل , وانا لم استطع الرحيل حتى لا اتركك وحيدة , واباكي جيد لكن لا يظهر ذلك , وهذه هي طبيعته يغضب سريعاً ويرضى سريعاً . كانت دائماً امي تحبني كثيراً , وتخبرني أني جزأ منها وانها لم تتركني لوحدي مع والدي لكي أكمل تعليمي , ولكي لا أصبح خادمتة , وان لا يتزوجني عند بلوغي , امي كانت لا تسمح لاي أحد ايذائي , فكانت دائماً تختار بين حياتها وحياتي , كانت تفضل حياتي على حياتها . صوتي ملأ المكان مع بحة الفرح , أمي سألتحق بالجامعة , أمي قبلتني الجامعة , لم أجد أحد يشاركني فرحتي غير أمي ولا أحد فرح لي مثل أمي , فرحت لي أمي وكأنها هي من ستألتحق بالجامعة بدلاً عني , أمي سأصبح طبيبة , حلوتي حقاً , شكرت امي الله كثيراً , ولكن انا فرحتي كانت مختلفة , فرحتي كانت ليس بقبولي الجامعة , وانما ارد ُت ان اتخلص من حياتي مع والدي , وارد ُت ان ابقى وحدي بعيدة عنهم , فرحت لي أمي وكأن جميع من في العالم يصفق لي ويبارك لي . لم يهتم والدي ولم يظهر عليه أي شيء من الفرح وقال لامي لا تبالغي في الفرح . واخيراً نجحت امي بتحقيق امنيتها بأن أكمل دراستي وان تقنع والدي بقبول ذلك . مسكت امي يدي واخذتني إلى السوق لكي تشتري لي الملابس واحتياجات الجامعة , وبدأت تنسق لي أجمل الألوان وبالفعل جهزت أموري للالتحاق إلى المدينة لاكمل تعليمي ورافقني امي وابي لكي يوصلاني إلى محطة الباصات , كن ُت على عجلة من امري , والحماس لا يفارقني , اريد ان اذهب من هنا بأسرع وقت , اعطيت امي وشاحي عند نزولي من المركبة , اخبرتني امي انها ستتطمئن علي فور وصولي , وانها ستزوني كل فترة فلا داعي للقلق , واعطتني مبلغ من المال الذي وفرته لي من بدأ دخولي المدرسة من مصروف البيت , قالت لي امي دبري أموركي , وانها سترسل لي رسوم كل بداية الفصل , ووضعت لي الزيتون والبرغل والبطاطا التي كن ُت احبها , فور مغادرتي لم تتحمل امي , بكت كثيراً ولكن تقبلت هذا الشيء من أجلي فقط , وضعت في جيبي أكثر من نسخة لعنوان سكن الجامعة كي لا اتوه في الطريق , واخبرتني بأن دائماً يجب أن اكون انيقة وجميلة لانني فقط ابنتها , ترك ُت كل ما لدي , ولم اكن اعلم ,ان كل ما لدي هي امي , وظنن ُت انني سأقرب من نفسي عند ابتعادي عن امي , وهل يستطيع الإنسان الصعود إلى السماء دون جذوره ؟ أي دون امي , لكن الزمن كان كفيل بأخباري بذلك . صعدت إلى الحافلة , وقرات ما تركت لي امي من رسالة وضعت في اغراضي , قائلة فيها : عندما التحقتي بالجامعة كن ُت سعيدة وخائفة في الحقيقة , يا ترى ماذا ستفعلين هناك بمفردك , هل ستأكلين جيداً ؟ من سيهتم بك عندما تمرضين ؟ كيف ستعيشين وحدك في مدينة كبيرة ؟ ولكن قل ُت في نفسي انكي ابنتي وسوف تنجحين في ذلك , الآن ستباشرين وسوف تصبحين طبيبة , ستداوي الأطفال مثلك , اكسبي عيشك بنفسك وكوني سعيدة , لا تثقي بالجميع , لا تصدقي كل شيء , اعتني بنفسك , ليس كثير ولكني ادخر ُت هذا المال لك , أتمنى لو أملك الكثير لكن هذا ما لدي , انتي اغلى ما لدي يا عزيزتي , انتي جوهرتي ليحميكي الله . التحق ُت بالجامعة وسكن ُت بسكن الجامعة , اتصلت امي فور وصولي واطمئنت علي , دخلت السكن , رايت كل شيء داخلة معتم دون امي , وموحش , حل الليل لم استطيع النوم الا على صوت امي , اتصل ُت عليها . وغنت لي اغنيتي النوم المعتادة حتى نم ُت في الليلة الأولى . اعتد ُت على حياتي الجديدة وبدأت احضر لدروسي واهتم في كل شيء يخصني دون مساعدة امي , بدأت ان اعتاد على المدينة , وبدأ كل شيء يعتاد علي في المدينة , كان من الصعب علي ان اعيش وحدي , لكن الحياة قد تجبرنا على ذلك , وتحمل لنا دائماً المفاجات . أكمل ُت دراستي وكانت امي فخورة جداً ولكن لم تكتمل فرحتها بعودة طفلتها لحضنها الا ان أتى نصيبي وتزوجت من الإنسان الذي اراده الله لي واختارة قلبي . هي كهذه الحياة , لا نصادف فيها من يفهم في التقاط شعورنا من نظرة , ولكن يوجد شخص فقط ان قلت له ( انا بخير ) , سينظر إلى وجهك مرة أخرى ويغمرك بعينة ويقول لك , ان تحاول ان تكون بخير ولكن انا سأساعدك على ذلك , وبعد زواجي من أدهم , غرق ُت في حبه كثيراً , حي ُث فضلته على امي , خلال فترة زواجي لم افقد امي , أو اهتممت لأمرها , مرت الأيام وتجسد ادهم في قلبي , ولكن شيئاً ما قلب الموازين , يغير الله بين رمشة عين من حال إلى حال , تغيرت حياتي عند اكتشاف انه ادهم يعاني من السرطان وجعلني احزن كثيراً , لكني لم استسلم , وقف ُت بجانب زوجي وانا أؤمن جيداً ان كل شيء ممكن ان يحدث , وانا اؤمن بأن ادهم سيشفى , قل ُت لادهم : كن ُت انتظر ان يمر وقت الحياة ولا اتجاوز أيامي , ولكن معك بدأت رحلتي . كن ُت أصلي دائماً من أجل ان يجمعني الله بك , والله ان القلب يعرف ان ابتسامتك يمكن أن تنهي حروب وتعالج السرطان , حبيبي سنبدأ معاً في رحلة العلاج , لم تعرف ابداً كم أحبك , لكن الوقت سيخبرك . الوطن هو ذلك الشعور الذي تشعر فيه بالحب والتقدير والامان , كن ُت متفائلة صلبة , لا شيء يكسرني سوى فراق أدهمي . كن ُت على ثقة وميقنة ان يمكن لابتسامة أدهم أن تنهي الحروب وتعالج السرطان , وكن ُت اثق بحب أدهم لي وان الذي يحي حبيبه بشدة لا يمكن أن يغادر ابدأً . شعر ُت خلال انتظار فترة علاج أدهم , كالموت الذي ينال مني ببطئ , كن ُت بحاجة له وهو بحاجتي , ذهب ُت لزيارة حبيبي أدهم في المشفى , فهمست بأذنة ( أني احبك لالف سنة , وسأحبك لألف سنة أخرى ) , لا تفارق ابتسامة زوجي عند الحديث معي , شعر بالاممتنان لوجودي جانبة , يراني ادهم الشخص الذي يجد الجميع داخلة , وكن ُت اراة كذلك , رأي ُت حلمي معة , رافقته إلى كل الأماكن الي يحبها , حتى خلال فترة علاج أدهم لم يتوقف عن جعل كل وقت يمر بيننا جميل , رغم غصة مرضة , ومر عام على علاجك يا حبيبي أدهم , بغض النظر انه كان عاماً مليئ وعن كل شيء ممكن ان يتمناه الإنسان لكن اريد ان اشكر الله على مرور هذه السنة , حبيبي أدهم اريد ان اشكرك على ههذا الحب الذي جعلتني اشعر به , شكراً يا الله على أن جعلتني اسكن مع أدهم في نفس البيت , رأت الناس اني ترك ُت اهلي , واستغني ُت عن حريتي لكي ابقى مع حبيبي , بمكان بعيد عن التفاصيل , تعلم ُت في هذه السنة , ان لا احزن قلب أحد ولا ان اعاتب أحد على شيء , ولا احمل بقلبي على أحد , لان السلام فقط يكون في القلب الصافي والنظيف . حبيبي أدهم بكل وقت مر معك انا اقول الحمدالله بالايام الذي جمعتنا الحلوة والايام المرة , لانني كن ُت دائماً مؤمنة ان الله كاتب لنا الاحلى , انا ممتنه لكل شخص وقف جانبي , وجانب حبيبي أدهم , في هذا الوقت الصعب الذي قطعناه . حبيبي أدهم في معركتك ضد السرطان انت اقوى مما تظن , مر عامان على علاج أدهم , ومر العام الثالث , حبيبي أدهم سوف تفعل وتشفى , انا افتقدتك في البيت كثيراً , اشتاق إليك كثيراً , مثلما كنت تبعد عني أول مرة , دائماً اضع قلبي بين يديك , لدرجة اني اشعر بوجع عند بعدك عني , حبيبي أرى ان عينيك الجميلات يتكلمون مئة حكاية , ولسا بحة صوتك توخذني على القمر وبتنسى ترجعني , حبيبي مر على زواجنا السنة الثالثة وكل ما اشوفك , اشعر وكأني أول مرة القاك , عم اتذكر أول قبلة على خدي , الي قبل الحلم كل يوم بيتحقق , حبيبي هالاحلام الي نسي كتير منها يتحقق ويمكن نسيناهم نحنا كمان , حبيبي بتعرف بحب نكون متل أي شخصين بالدنيا , هالحياة الطبيعية الي يمكن ما نحصل عليها , بس بيبقى كل شي بيناتنا حلو فيها وبلاها . حبيبي انا قررت ما احكي لحد غيرك عن الاشياء الي بتزعلني , انت السكن والمسكن , وسكون آخر الليل , خبرتك مرة وقت شفتك , انك أكبر هدف حققته بحياتي , أي انت الهدف الحلو الي حققو محمد صلاح بالدقيقة 89 من المباراة . يمكن كل يوم رح احكيلك اني بحبك , بس ولا يوم ح تعرف كم بحبك . حسناً سأسمح لنفسي مناداتك ابني كما كنت دائماً اخبرك بذاك الشعور اتجاهك , لم استطيع يوماً تغير مجرى الاحداث ’ لكن علَي سأبقى الكتف الذي تتكئ علية في أخبث الظروف كهذه التي نعيشها . لطالما وجد ُت صعوبة في مفارقتك والعودة إلى المنزل بمفردي , لذلك تعمدت دوماً قربك في المشفى , فغرفتنا موحشة دون صوتك , واليوم لن يسمح لي البقاء قربك يا عزيزي , ثلاث سنوات مرت على الزيارة الطويلة لهذا الخبيث وما زال لا يريد الاسكتانة ولا الرحيل , رفيقي الجميل قاوم انا بأنتظارك . رفيقيالجميلقدعاد، كانتفرحتيلاتنوصف، شكر ُتالله، ماخاب منتمسكبحبيبة وامنمنلجأإلية كن ُتعلىثقٍةأنكلنتخيبامالي. شكراً لكل الأطباء , لكل من لم يبخل علينا بدعوة , صلاة , وزيارة , لكل من تعاطف معنا دون معرف ٍة بنا , دعواتكم إعادة لي حبيبي , الكلام قليل جداً ولا يفي احداً حقة . مين كان يحكي زورك يا أدهم بين القبور , وجيبلك معي ورد وبخور , وما يضل منك يا حبيبي غير صور وضحكك المنثور , يعني خلص ؟ ما في وطن , راح الامان , لقد مت كل يوم في انتظارك . جمعتني أول صدفة مع ادهم متل هالنهار بلشت قصتنا , أول لحظة خطفلي قلبي وقلت بنفسي , هالشب حكايتي معه طويلة , مرقت الأيام تعرفنا وبعدها تقربنا من بعض وكنت دايماً بحكي ما بعرف شو علقني فيه . واجهنا كل ما يصادف طريق الحياة , أول زيارة للورم سوى , ما اخدنا فيها , زيارة عابرة , وعدتك بوقتها انه مهما صار نحنا سوى على المرة قبل الحلوة , وبقيت معك بفرح ولا لحظة فكرت اني بدي ابعد عنك ,, ما تأخر كتير هالورم ليرجع ثلاث اسابيع كانت كفيلة ترجعو اقوى واشرس , كمان مرة كنت اقوى منه . بصعوبة مرت أيامنا سوى , على السكت انوجعنا وبكينا وسهرنا ليالي ما حد بيعرف فيها , ولا مرة ندمت يا ادهم أو مليت , كان كل طموحي نضل عايشين متل ما نحنا ما نوصل للاسوأ وكنت ادعي ربنا دائماً . حكيت الك لما ودعتك انت بتعرف كل شيء بقلبي , ما بعرف كيف صلبة هيك , يمكن لأنك دايماً تحكيلي ما تكوني قدامي ضعيفة انا بتأثر فيكي ما بحب شوفك هيك . انت بتعرف كم بحبك وكم انا ضايعة بلاك ومكركبة بدونك , لهيك كنت احكيلك لا تتركني , همسة بأذنك آخر مرة قبل ما ودعك . اشتقتلك يا كتكوت .. يوم كتبنا الكتاب يارا زوجة ادهم , علك تعلم اليوم بما اضحى عليه لقبي اتذكر هذا العناق الطويل ؟ ذاك الذي جعل ابي يدرك مقدار الحب الذي جمعنا , يقولون ان الميت لا يحب رؤية بكاء الاحياء عليه , فهو يعلم انهم لا يبكونه بل يبكون أنفسهم , اذاً اخبرني كيف ابكيك وانت في احلى وابهى مما نحن علية ؟ مثلك يا ادهم لا يبكى علية , ابكي على حالي من بعدك . ايكفيني يا ادهم انك اعظم الرجال واطيبهم ؟ تستوقفني صورك قد ملات بيتنا الدافئ الذي هجرناه , تاكلها الغبار لشقتنا , توجعني رؤية الازواج سوياً وقد بت وحيدة بعد رحلة غيابك الطويل , تحرقني رؤية امرأة حامل واصوات الأطفال حولي وقد حرمنا الامومه والابوة ولم يقدر لنا تكوين عائلة بحجم هذا الحب . لا أحد يعلم حرقة احلامنا التي لم تتحقق , طال غيابك يا ادهم , وطالت الطرق بيننا , على امل الا تنسيك الطرق الوعره بيننا دفء قلبي عليك , طوبى لدفء قلبك يا ادهم , طوبى لابتسامتك التي تميت أيامي . يطول الكلام فيك وعنك ومعك يا محبوبي الجميل , إرأف بحالي حبيبي , إرأف بي وكن رفيق أيامي يا كل انكساراتي . ليتك تعود يا ادهم , ليتك تعود يا سندي , يا انس وحشتي وغربتي , اما ان لهذا الكابوس ان ينتهي فأستيقظ وانت بجانبي ؟ اشتقت لك ادهم , اشتاق إليك كثيراً وداعاً لما عشناه حبيبي , وداعاً لما لم نستطيع عيشة , وداعاً للايام وللاحلام , للامال التي هجرتنا , لليالي الحب وسهراته , للفرح والحزن , وداعاً لصبر قلبك , لطهر روحك , وداعاً يا بطلي الأوحد . لم يتحقق شيئاً مما تمنيته العام الماضي , اكاد لا استثني يوماً واحداً اقول انه مر بسلام وهدوء , لم يحفظ الله لي هذا الشاب الذي احببته ولم ترافقنا الصحة التي توسلتها طول الثلاث سنوات في صلواتي وتسبيحاتي . هذا العام وضب ُت اغراضي وعدت ادراج اهلي كما تركتها منذ عام ونيف , أنام اليوم على سرير بارد لا تدفئني فية انفاسك , فعلك نسيت يا ادهم انك تركتني خلفك , كما تركت منزلنا , غرفتنا وكل التفاصيل التي اخترناها سوياً , بقي كل شيء في منتصفة , لم يعد هناك شي ٌء على حاله , فوجودك كان يمنع الكثير من الاشياء السيئة , لا عليك ستكون الأيام حبوباً من دواء النسيان الا عينيك . يا ادهم هذا العام كنا زوجين متحابين , يكفي انه كان بيننا مودة ورحمة , جمعتنا المواقف الصعبة أكثر من اللحظات الرومانسية الي عاشوها كل من جرب الزواج , كنا سندان لطالما انحنى أحدنا للاتكاء على الآخر دون تفريط أو خذلان , مهما حدث لن ينسيني شيء في الوجود ما عشته معك في لحظات الفرح وسعادة واحلام ظننتها تتحقق , لن انسى أيام الحزن وليالي البكاء الصامت , لن انسى الركض في المشافي وبين الأطباء , لن انسى اوجاعك وملامح وجهك التعبة والمخاوف اليومية من الغد وما بعدة والشوق للحظه استقرار وهدوء نفس . كل ذلك يا ادهم كان سيتولى على أيامنا , لن استطيع يوماً القول كمل يفعل المتحابون ( ثم بعد كل ذلك وجدتك ) لانني بعد كل ذلك فقدتك , لكنني ممتنه , ممتنه انا لكل ما مررنا به . زوجي العزيز , انا احبك جداً , يعلم الله كم فضلتك واحببتك أكثر من نفسي بمراحل بعيدة , ان كان هناك من أمنية فلن تكون سوى ان نجتمع مجدداً دون فراق , زوجتك يارا ... اثنان وتسعون يوماً مر على فراقك يا ادهم , والله اني ابكيك كل يوم , كل شيء جمعنا ما بستوعب انه ما حيرجع , بدي اخبرك يا ادهم بشو بصير معي , لما بشوف مكان حلو بحكي بدي روحو مع ادهم , , بس شوف أي تنين بحكي بس روح على البيت بدي اغمر ادهم , وبعد هيك بتذكر انك بطلت معي , بدونك ما عندي القوة اعيش تجربة مو معك . إذا سمعتني ما رح تجاوبني , تركتني بنصف روح , مش بحكو الزوجين بروح وحدة , بجسدين ؟ طيب كيف هيك ؟ كيف رح كمل وانت بتعرف انه قوتي كانت بوجودك ؟ لمين تركتني هون , ما بكفي هالوقت يلا ارجع . كبرت كثير يا ادهم , لما اطلع على وجهي ما بشوف انه هاي انا , شو عملو فيني هالسنين , اشقت احس بالامان مع زوجي . مش كل الناس بتعرف تحب أو حتى بتستاهله , بتمنى كل شخصين بيستاهلو الله يبعت الهم مثل هالحب وما يفقدوة زوجي العزيز انا احبكك وافتقدتك جداً . صغيري ادهم .. كنت عطفي ودفئي ووجودي , انت كل ما ملكتة وخسرته في هذه الدنيا التي لم تدع قسوةً والا زرعتها في قلبي , في بعض الأحيان ستكون ضعيفاً لدرجة ان حتى نسيم خفيف قد يحملك ويضربك على الحائط من أولها حتى آخر كلمة . لقد كن ُت اقاتل معك , أثبتنا بأن الحب يصنع المعجزات انا فخورة بما فعلناه . رجعت عند امي تحضر الي الطعام ’ ورجعت كأني ما تزوجت وكنت مسؤوله عن بيتي , كنت بتمنى بهاد الوقت يكون صار عنا بنوتة صغيرة بتعرفني بحب البنات , تحملها وتدخل لعندي حاملين وردة ( ينعاد عليكي ماما ) اشتقت الك .. ما زارني الموت قبل ولا اخذ مني عزيز , لما قرر يزورني دخل من البوابة العريضة واخذ أكثر إنسان احببته بالدنيا , انا بدي زوجي بدي اياه . اتذكر من المواقف التي جمعتني مع امي بعد زواجي بوجود ادهم ... امي حملي صعب علي الخضوع لاكثر من فحص , غضبت امي لانني لم اخبرها انني حامل قبل الاخريين وعلمت من غيري , لكني قل ُت لها اني اكتشف ُت الأمر متأخر ولم تتيح لي الفرصة , لكن كان علي اخبارها باخبار سارة بعد وفاة ابي , بقيت امي وحيدة , ترك ُت امي لوحدها مع اصدقائها وحيوانتهاوشجرة الكرزخاصتي، قالتلياميانارد ِتيوماً انتعودي , ت ذ ك ر ي ا ن ب ي ت و ا ل د ك ل ِك . اخبرتها لي انا , قالت لي لا تعرفين ابداً , يحتاج المرء إلى منزل لكي يعود إلية , لم يكن لدي منزل , اريد ان يكون لديكي واحد . بعد وفاة ابي , انا اهرب مجدداً منها ومن مسؤوليتي لكن هذا لم يصبح طويلاً , لانني سأصبح ام , وعندما وضعت طفلتي , فرح كثيراً , قالت لياميكن ِتصغيرة كهذا..سيبكر امي انا لا اريد ان اترك طفلتي ابداً , قالت لي اترين , الآن عنما كن ُت احاولالامساكبكطوالالوقتوطالماكن ِتتهربين. عندما اتى الطبيب واخبرني ان طفلتي قد توفت , شعر ُت بألم كبير وحزن كبير لم يسبق لي عندما توفى ابي ان اشعر به , بدأت اعصابي بالانهيار , شعر ُت بوجع في قلبي يمزقني , كن ُت اتمنى ان أصبح اماً وادهم والدها . غادر ُت المشفى دون أن اطلب من امي البقاء معي , بل قل ُت لها عند مواساتي , لا يمكن حمايتك لي من كل شيء , لم استطع حتى ان احمل مولودي لمرة واحدة وقد دفن . بعد ذلك الوقت لم ارى امي لوقت طويل , حتى الاشياء التي كانت امامي لم اكن اراها , كل يوم شعرت امي بشوق لي ولم اكن إلى جانبها ولكني عد ُت لحضنها , استقبلتني امي بحضن دافئ وابتسامة دون أن تعاتبني , أو تسألني لماذا فعلت هذا , قالت لي : يتطلب الأمر وقتاً ليتقبل المرء الالم , ويحتاج إلى نافذته لتطيب جروحة , عرف ُت الآن قيمة امي , اشعر وكاني اشتاق لامي , قالت لي لا , الأبناء دائماً يشتاقون إلى أمهاتهم سألتها امي لماذا ابي لم يحبني قط ؟ قالت : بالطبح احب ِك , من قد لا يحبك , لقد احبك , لكن يعبر لحبه لكي بطرق خاصة , اليوم الذي انجبتك فية كان متحمساً وسعيداً جداً , وزع البقلاوة على جميع من في القرية , هل تعرفين هذا ؟ كان يقولون الناس انني لا استطيع الولادة , ويمكن للحجر ان يولد وهي لا , ابوكي شعر بالاهانة لكنه اخفى ذلك في نفسة , وعندما اتيت : قال جعلتني انتظر كثيراً وسماكي يارا . كن ُت اتمنى لو اظهر لي ذلك الحب , لكن بطريقة أو بأخرى عاش ابي . حضن ُت امي لاول مرة بعد فقدي لادهم , فهو الحضن الذي شعرت به بالامان في صغري , وانا الآن احتاج امي . ذهب ُت لارى مريم صديقتي في مكاني المعتاد واخبرتها انني هنا من جديد , عزتني مريم بوفاة ادهم , قائلة : يؤسفني مصابك لا تدعي اليلأس يكتفيك , سالتها هل ندمتي على بقاءك في القرية , قالت لي لا , يبقى المء في مكانه لانه سعيد , وهذا سبب رحيلك عنا , بقيت هنا لنفس سبب رحيلك الذي جعلك ترحلين . مريم اعتني بأمي , شعرت مريم بشيء غريب وكررت لي السؤال أكثر من مرة ما بك ؟ اخبريني الحقيقة اخبرتها بأنني اتحضر للموت واني بالدرجة الرابعة من السرطان , واني اتي ُت لكي اودع امي . مريم لا تخبري احداً , لكن مريم لم تفي بوعدها لي واخبرت امي , عندما علمت امي , شعرت وكأنها روحها تخرج منها , لم اشعر بأمي عندما خرجت روحي امامي عند فقداني لطفلتي , لم اشعر بأمي إلا عندما احتج ُت حضنها الذي اتيت لاختبئ منه من الموت , قالت امي : لن تموتي يا ابنتي , انا بجانبك , اخبرت امي اني خائفة . انا اسفة جداً يا أمي , اسفة اسفة لاني جعلتك حزينة يا امي انا اسفة لعدم وجودي معك انا اسفة لانني خجلت منك انا اسفة كيف سأتركك ؟ امي سامحيني , لا تحزني سأحفظك إلى الابد , كلماتك في قلبي يا امي , اقتربي مني لا تحزني ان غبت عنكي , انا هنا دائماً بجانبك ذهب ُت انا وادهم وطفلتي التي لم احملها قط , كن ُت اريد ان ابقى برفقة امي , لا اريد ان اتركها واموت , اخاف من الموت , كان النصيب المظلم لامي , الأيام اخبرتني عن الحزن الذي تسببت به لامي , مري يا امي على قبري وغطي حزني بسلام , اشبهك بالوجة يا امي وقلبي ل ِك , فالام كل ما تبقى , سكر ُت لها قلبها وبقيت معي , انفطر قلبها لرؤيتي محطمة , لكن انا يا امي تحطمت أيضاً . النهاية ..