انتقل إلى المحتوى

ذكر الله بين الاتباع والابتداع

من ويكي الكتب

المقدمة

[عدل]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا وقرة عيوننا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . وبعد : إن قلوب المحبين لا تطمئن إلا بذكره , و أرواح المشتاقين لا تسكن إلا برؤيته , وبه تكشف الكربات , وتعظم القربات , وتعلو الدرجات , وتدفع الآفات , وتجلب البركات , وتجلى الظلمات , ملجؤُ في النوازل , ومفزع في المخاطر , و ملاذٌ في الشدائد , إنه عبودية للقلب واللسان , لا حد لها ولا وقت , ولا عذر لمن تركها . قال تعالى : ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) سورة الرعد، الآية28 أضع بين أيديكم هذا البحث عسى أن يكون فيه المنفعة والمتعة لكل من يريد التقرب إلى الله , والتقرب بالذكر من أفضل العبادات , وبرهان على الحب , وغراس للجنة , وضمانٌ للمغفرة , يجلو صدأ القلوب , ويزيح غشاوة الأبصار , ويفتح آفاق الأذهان , ويزين الله به ألسنة الذاكرين كما زين بالنور أبصار الناظرين , فاللسان الغافل كالعين العمياء , و الأذن الصماء , واليد الشّلاء .. فإن أصبت فمن الله و إن أخطأت فمن نفسي و الشيطان .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..

أولا : باب تعريف الذكر لغةً و اصطلاحاً

[عدل]

الذكر في اللغة :

[عدل]

وردت كلمة الذكر بالكسر بمعنى الحفظ للشيء , كالتذكار , والشيء يجري على اللسان , والصيت كالذّكرة بالضم والثناء , والشرف , والصلاة لله تعالى و الدعاء , وذكرُ الحق : الصَّكُ . وذكَرَ ذكراً وتذكاراً الله : سبحه ومجّده اسم الله ينطق به – الشيء حفظه في ذهنه – ولفلانٍ حديثاً : قال له , و الأمر : فظن إليه , ورجل ذكّار : كثير الذكر لله تعالى .

الذكر في الاصطلاح الشرعي :

[عدل]

الذكر هو بمعنى ذكر العبد لربه عز وجل بالأخبار المجرد عن ذاته أو صفاته أو أفعاله أو أحكامه أو بتلاوة كتابه أو بمسألته ودعاءه . وأصل الذكر التنبه بالقلب للمذكور والتيقظ له . هو استحضار عظمة الله تعالى في قلب العبد و الإتيان و الألفاظ التي ورد فيها وطلب الإكثار فيها . قال الرازي : المراد بذكر اللسان : الألفاظ الدالة على التسبيح و التحميد و التمجيد . فالله عز وجل أمر عباده بأن يذكروه ويشكروه . ويكثروا من ذلك على ما أنعم به عليهم بأنواع النعم وصنوف المنن لما لهم في ذلك جزيل الثواب و أن يشغلوا ألسنتهم في معظم أحوالهم بالتسبيح والتهليل والتحميد و التكبير . قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذِكراً كثيرا )

ثانيا : باب الذكر من البيان الإلهي

[عدل]

- قال الله تعالى : ( فاذكروني أذكركم و اشكروا لي ولا تكفرون ) الشرح : فما دام أنني المنعم وحدي فاذكروني أذكركم , فمن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي , ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم , ولو لم يكن للذكر شرف إلا هذا لكفى , و يدخل في ذلك ذكره بالعبادة ليذكر عبده بالثواب , وذكره في الرخاء ليذكره في الشدة , ثم أمر عباده أن يشكروه على نعمه و آلائه , ومن أعظمها نعمة الهداية , ومن لوازمها العلم النافع و العمل الصالح , فكل نعمة دقّت أو جلّت , صغرت أو كبرت فالله مسديها ومهديها , فمن شكره بقلبه و لسانه وجوارحه استوجب المزيد , ومن كفرها باء بالخسران , فالذكر والشكر أصلان عظيمان , عليهما تقوم العبودية الحقة , فبالذكر تعظم الولاية , و بالشكر تدوم الرعاية فاذكروني : تذللوا لجلالي . أذكركم : أكشف الحجب عنكم و أفيض عليكم رحمتي و إحساني , و أحبكم , و أرفع ذكركم في الملأ الأعلى

- قال تعالى : ( فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياماً و قعوداً وعلى جنوبكم فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا ) الشرح : وإذا انتهيتم من الصلاة – أيها المؤمنون – فعليكم بالإكثار من ذكره سبحانه وتعالى – في قعودكم و في قيامكم , في أعمالكم , و في أشغالكم , و في طرقاتكم وفي سفركم , وعليكم بكثرة ذكره و أنتم قعود في مجالسكم ومدارسكم و اجتماعاتكم , على جنوبكم مضطجعين , وهذا لأهمية الذكر و فضله وعظيم أجره - يقول ابن عباس – رضي الله عنهما – في هذه الآية (( أي بالليل و النهار في البر و البحر , و السفر و الحضر , و الغنى و الفقر , والمرض والصحة , و السر و العلانية - وقال تعالى : ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) الشرح : القلوب مهما علقتها بلذائذ الدنيا فإنها لن تطمئن أبداً , و الله يهدي الذين تسكن قلوبهم بذكره فتطمئن وتهدأ وترتاح فبذكره – جل في علاه – من عَمَل طاعة , أو ذكر قولي أو قلبي , أو تذكر وعده ووعيده , تسكن القلوب وتستأنس , فيزيل الله عنها كل كدر ونكد وهم وغم وحزن وقلق , ويبدلهما بسرور ونور وحبور وفرح وبهجة , فأسعد الناس من داوم على ذكر الله , فهو السابق المحظوظ , و الفائز الموفق طابت حياته , وحفظت أوقاته , وتعاظمن حسناته , و كُفرت سيئاته . وتعلق بعض الناس بالمناصب و بعضهم بالقصور و بعضهم بالأموال و بعضهم بالأولاد , ولكن ما صحت وتعلق بعض الناس بالمناصب و بعضهم بالقصور و بعضهم بالأموال و بعضهم بالأولاد , ولكن ما صحت قلوبهم وما طابت وما انشرحت صدورهم أبدأً , لأن الله يقول : ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى (134) قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا (135) قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تُنسى (136) )

ثالثا: باب الذكر من البيان النبوي

[عدل]

- عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( يقول الله : أنا عند ظن عبدي بي , و أنا معه إذا ذكرني , فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي , و إن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم , و إن تقرب إليّ شبراً تقربت إليه ذراعاً , و إن تقرب إليّ ذراعاً تقربت إليه باعاً , و إن أتاني يمشي أتيته هرولة )) الشرح : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى قَوْلِهِ : " أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي " أَيْ بِالْكِفَايَةِ إِذَا اسْتَكْفَانِي ، وَالْكَلاءَةِ لَهُ إِذِ اسْتَكْلأَنِي ، وَالإِقْبَالِ عَلَيْهِ إِذَا أَنَابَ إِلَيَّ ، وَالإِجَابَةِ لَهُ إِذَا دَعَانِي ، وَالْقَبُولِ مِنْهُ إِذَا عَمِلَ لِي ، وَالْمَغْفِرَةِ لَهُ إِذَا اسْتَغْفَرَ لِي ، لأَنَّ هَذِهِ الأَوْصَافَ لا تَظْهَرُ مِنَ الْعَبْدِ إِلا إِذَا أَحْسَنَ بِاللَّهِ ظَنَّهُ ، وَقَوِيَ يَقِينُهُ . وَقَوْلُهُ : " فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي " يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ : إِنْ خَلا بِذِكْرِي أَخْلَيْتُ سَتْرَهُ عَنْ سِوَايَ ، وَإِنْ أَخْفَى ذِكْرَهُ لِي إِجْلالا لِقَدْرِي ، وَتَعْظِيمًا لِحَقِّي وَغَيْرَةً عَلَى الذِّكْرِ لِي أَخْفَيْتُهُ فِي غَيْبِي فَلا أُطْلِعُ عَلَيْهِ إِلا أَحِبَّائِي غَيْرَةً عَلَيْهِ مِنِّي ، وَأُغَيِّبُهُ فِي غَيْبِ غَيْبِي ، فَلا يَكُونُ لِشَيْءٍ إِلَيْهِ طَرِيقٌ فَيَشْغَلَهُ عَنِّي ، فَيَكُونُ سِرِّي بَيْنَ خَلْقِي ، كَمَا كُنْتُ سِرَّهُ فِي خَلْقِي . وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ : " مَنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي " فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ : مَنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ هُوَ الَّذِي ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي ، كَأَنَّهُ يَقُولُ : مَنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ هُوَ الَّذِي ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي أَيْ : فِي غَيْبِي قَبْلَ إِيجَادِي لَهُ ، وَقَبْلَ ذِكْرِهِ لِي ، وَقَبْلَ كُلِّ قَبْلٍ فِي أَزَلِ الآزَالِ ، وَسَابِقِ الْعِلْمِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . " وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلإٍ " افْتِخَارًا بِي وَإِجْلالا بَيْنَ خَلْقِي ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ مُبَاهَاةً بِهِ ، وَتَعْظِيمًا لِقَدْرِهِ بَيْنَ مَلائِكَتِي الَّذِينَ هُمْ أَفْضَلُ مِمَّنْ ذَكَرَنِي فِيهِمْ وَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ مُبَاهَاةً( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً سورة البقرة) آية 30 الآيَةَ ، فَأَجَابَ : إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى قَوْلِهِ : " فِي مَلإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ " أَيْ : خَيْرٍ مِنْهُمْ حَالا ، لأَنَّ الْمَلائِكَةَ أَحْوَالُهُمْ حَالَةٌ وَاحِدَةٌ ، وَهِيَ الْحَالَةُ الْمُرْضِيَةُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ) سورة الأنبياء آية 20 ، وَقَالَ :( لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) سورة التحريم آية 6 ، وَالْمُؤْمِنُونَ يَتَفَاوَتُ أَحْوَالُهُمْ ، وَيَخْتَلِفُ أَوْقَاتُهُمْ بَيْنَ طَاعَةٍ وَضِدِّهَا ، وَفُتُورٍ وَتَقْصِيرٍ ، وَجَدٍّ وَتَوْفِيرٍ ، فَأُولَئِكَ الْمَلأُ الَّذِينَ هُمُ الْمَلائِكَةُ فِي أَحْوَالِهِمْ خَيْرٌ مِنَ الْمَلأِ الَّذِينَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنِ الْمَلائِكَةُ خَيْرًا مِنْهُمْ فِي الْفَضْلِ وَمَعْنَى قَوْلِهِ : " وَإِنِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ " أَيْ بِالْقَصْدِ وَالنِّيَّةِ شِبْرًا ، قَرَّبْتُهُ مِنِّي تَوْفِيقًا وَتَيْسِيرًا ذِرَاعًا ، وَإِنِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ بِالْعَزْمِ وَالاجْتِهَادِ ذِرَاعًا قَرَّبْتُهُ مِنِّي بِالْهِدَايَةِ وَالرِّعَايَةِ بَاعًا ، وَإِنْ أَتَانِي مُعْرِضًا عَمَّا سِوَايَ يَمْشِي آوَيْتُهُ إِلَى كَنَفِي ، فَيَفُوتُ مَنْ سِوَايَ آثِرًا فِيهِ ، أَوْ طَرِيقًا إِلَيْهِ ، كَأَنَّهُ يَقُولُ : مَنْ أَعْرَضَ عَمَّا سِوَى اللَّهِ ، وَأَقْبَلَ عَلَى اللَّهِ مُسْرِعًا خَوْفًا أَنْ يُدْرِكَهُ شَيْءٌ فَيَقْطَعَهُ عَنْ سَيْرِهِ إِلَى اللَّهِ ، وَإِقْبَالِهِ عَلَى اللَّهِ آوَيْتُهُ إِلَيَّ ، وَحُلْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ كُلِّ قَاطِعٍ ، وَسَبَقْتُ بِهِ كُلَّ مَانِعٍ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

وَعَلَى الرِّوَايَةِ الأُخْرَى ، وَهِيَ مَا رُوِيَ : " مَنِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ شِبْرًا ، وَمَنِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا ، وَمَنْ أَتَانِي يَمْشِي " فَمَعْنَاهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ : إِنَّ الَّذِي اقْتَرَبَ مِنِّي شِبْرًا بِالطَّاعَةِ هُوَ الَّذِي أَقْتَرِبُ مِنْهُ ذِرَاعًا بِالتَّوْفِيقِ ، وَالَّذِي اقْتَرَبَ مِنِّي ذِرَاعًا بِالإِخْلاصِ هُوَ الَّذِي أقْتَرِبُ مِنْهُ بَاعًا بِالْجَذْبِ ، وَمَنْ أَتَانِي مُشَاهِدًا لِي هُوَ الَّذِي هَرْوَلْتُ إِلَيْهِ بِرَفْعِ أَسْتَارِ الْغُيُوبِ بَيْنِي وَبَيْنَهُ ، فَيَكُونُ بِمَعْنَى : مَنِ الَّذِي ، وَيَكُونُ قَوْلُهُ : اقْتَرَبْتُ إِلَيْهِ خَبَرًا ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ " ، مَعْنَاهُ عَلِيٌّ مَوْلَى مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ ، كَذَلِكَ قَوْلُهُ : مَنِ اقْتَرَبْتُ إِلَيْهِ ، أَيِ : اقْتَرَبْتُ إِلَى مَنِ اقْتَرَبْتُ إِلَيْهِ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَعَانِي هَذِهِ الْعِبَارَاتِ كَأَنَّهُ سُؤَالٌ وَجَوَابٌ كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ : ( لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ) سورة غافر آية 16 ، فَكَأَنَّ الْجَوَابَ مِنَ الَّذِي مِنْهُ السُّؤَالُ .

- وعن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم (( مثل الذي يذكر الله والذي لا يذكره , مثل الحي والميت )) الشرح : سَقَطَ لَفْظُ " رَبَّهُ " الثَّانِيَةُ مِنْ رِوَايَةِ غَيْرِ أَبِي ذَرٍّ هَكَذَا وَقَعَ فِي جَمِيعِ نُسَخِ الْبُخَارِيِّ ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ شَيْخُ الْبُخَارِيِّ فِيهِ بِسَنَدِهِ الْمَذْكُورِ بِلَفْظِ مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ وَالْبَيْتُ الَّذِي لَا يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ وَكَذَا أَخْرَجَهُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ جَمِيعًا عَنْ أَبِي يَعْلَى عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ وَكَذَا أَخْرَجَهُ أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَالْإِسْمَاعِيلِيُّ أَيْضًا عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَرَّادٍ وَعَنِ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا عَنْ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيِّ وَمُوسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَسْرُوقِيِّ وَالْقَاسِمِ بْنِ دِينَارٍ كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ فَتَوَارُدُ هَؤُلَاءِ عَلَى هَذَا اللَّفْظِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ هُوَ الَّذِي حَدَّثَ بِهِ بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ شَيْخُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَانْفِرَادُ الْبُخَارِيِّ بِاللَّفْظِ الْمَذْكُورِ دُونَ بَقِيَّةِ أَصْحَابِ أَبِي كُرَيْبٍ وَأَصْحَابِ أَبِي أُسَامَةَ يُشْعِرُ بِأَنَّهُ رَوَاهُ مِنْ حِفْظِهِ أَوْ تَجَوَّزَ فِي رِوَايَتِهِ بِالْمَعْنَى الَّذِي وَقَعَ لَهُ وَهُوَ أَنَّ الَّذِي يُوصَفُ بِالْحَيَاةِ وَالْمَوْتِ حَقِيقَةً هُوَ السَّاكِنُ لَا السَّكَنُ وَأَنَّ إِطْلَاقَ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ فِي وَصْفِ الْبَيْتِ إِنَّمَا يُرَادُ بِهِ سَاكِنُ الْبَيْتِ فَشَبَّهَ الذَّاكِرَ بِالْحَيِّ الَّذِي ظَاهِرُهُ مُتَزَيِّنٌ بِنُورِ الْحَيَاةِ وَبَاطِنُهُ بِنُورِ الْمَعْرِفَةِ وَغَيْرَ الذَّاكِرِ بِالْبَيْتِ الَّذِي ظَاهِرُهُ عَاطِلٌ وَبَاطِنُهُ بَاطِلٌ وَقِيلَ مَوْقِعُ التَّشْبِيهِ بِالْحَيِّ وَالْمَيِّتِ لِمَا فِي الْحَيِّ مِنَ النَّفْعِ لِمَنْ يُوَالِيهِ وَالضُّرِّ لِمَنْ يُعَادِيهِ وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي الْمَيِّتِ - عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار ، وكان عليهم حسرة )) الشرح: أَيْ : مَا يَقُومُونَ قِيَامًا إِلَّا هَذَا الْقِيَامُ ، وَضَمَّنَ قَامُوا مَعْنَى تَجَاوَزُوا وَبَعُدُوا ، فَعُدِّيَ بِعَنْ ، ذَكَرَهُ الطِّيبِيُّ , لَا يُوجَدُ مِنْهُمْ قِيَامٌ عَنْ مَجْلِسِهِمْ إِلَّا كَقِيَامِ الْمُتَفَرِّقِينَ عَنْ أَكْلِ الْجِيفَةِ الَّتِي هِيَ غَايَةٌ فِي الْقَذَرِ وَالنَّجَاسَة وَقَالَ ابْنُ الْمَلَك : وَتَخْصِيصُ جِيفَةِ الْحِمَارِ بِالذِّكْرِ ؛ لِأَنَّهُ أَدْوَنُ الْجِيَفِ مِنْ بَيْنِ الْحَيَوَانَاتِ الَّتِي تُخَالِطُنَا اهـ . أَوْ لِكَوْنِهِ أَبْلَدَ الْحَيَوَانَاتِ ، أَوْ لِكَوْنِهِ مُخَالِطًا لِلشَّيْطَانِ، وَلِهَذَا يُتَعَوَّذُ عِنْدَ نَهِيقِهِ بِالرَّحْمَنِ ( وَكَانَ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ) : بِالْوَجْهَيْنِ .

رابعاً: باب فضل الذكر وأهميته

[عدل]

ذكر الله هو حياة قلوب المؤمنين , وقرة أعينهم , ونورهم الهادي إلى دار السلام .. وذكر الله عز وجل خير أعمال المؤمنين و أزكاهم عند مليكهم , و أرفعها في درجاتهم . فكلما ازداد العبد في ذكر ربه استغفاراً ازداد الرب تبارك وتعالى محبة إلى لقاء عبده واشتياقاً . فالذكر يكون بالقلب و اللسان أو القلب فقط أو اللسان فقط , فأفضله من تواطأ عليه القلب واللسان قال الله تعالى : ( و الذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة و أجراً عظيماً ) وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ) وقال تعالى : ( وإليه يصعد الكَلم الطيب و العمل الصالح يرفعه ) وهناك الكثير من الآيات تحث على الذكر حاثاً ومادحاً و أمراً , عن أبي هريرة – رضي الله عنه – فيما رواه الإمام مسلم – قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة, فمر على جبل يقال له ((جمدان)) . فقال : (( سيروا, هذا جمدان سبق المفردون )) , قالوا : وما المفردون يا رسول الله ؟ : ((الذاكرون الله كثيراً)) وذكر هذا الحديث الترمذي وفيه : يا رسول الله : وما المفردون ؟ قال (( المستهترون بذكر الله , يضع الذكر عنهم أثقالهم فيأتون الله يوم القيامة خفافاً )) وكلمة ((المفردون)) – كما يذكر صاحب كتاب الترغيب و الترهيب – بفتح الفاء وكسر الراء ((والمستهترون)) بفتح الفاء وكسر الراء (( و المستهترون )) بفتح التاءين – هم المولعون بالذكر , المداومون عليه , لا يبالون ما قيل فيهم , ولا ما فعل بهم . وعن أبي موسى – رضي الله عنه – فيما رواه البخاري – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مثل الذي يذكر الله ربه و الذي لا يذكر الله , مثل الحي و الميت )) وعن عبد الله بن بسر – رضي الله عنه – فيما رواه الحاكم بإسناد صحيح أن رجلا قال : يا رسول الله , إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به . قال : ((لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله)). و يحدث الصحابي الجليل – معاذ بن جبل – رضي الله عنه – يقول فيما رواه الطبراني و غيره : ((إن آخر كلام فارقت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قلت : أي الأعمال أحب إلى الله ؟ قال : ( أن تموت و لسانك رطب من ذكر الله ) . ومن أجمل الوصايا التي أوصى بها رسول الله صلى الله عليه و سلم و أنفسها – ووصاياه – صلوات الله و سلامه عليه كلها جميلة نفيسة - وصيته لأم أنس حينما قالت له : (( يا رسول الله ..أوصني )) قال ((اهجري المعاصي , فإنها أفضل الهجرة , وحافظي على الفرائض , فإنها أفضل الجهاد , و أكثري من ذكر الله , فإنك لا تأتين بشيء أحب إليه من كثرة ذكره )). و إن من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله((رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه من خشية الله)) وروى البهيقي في الشعب من حديث عمر بنت الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين )) قال الإمام الصاوي : (( وينبغي للإنسان أن يذكر الله كثيراً لقوله تعالى : و الذاكرين الله كثيراً و الذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً )) وكان عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – إذا غضب و ذكر الله عنده أو قرأ عنده إنسان آية من القرآن سكن غضبه ووقف عما يريد وقد جاء بلال يريد أن يستأذن على عمر . فقال خير الناس إلا أنه إذا غضب فهو أمر عظيم . فقال بلال لو كنت عنده إذا غضب قرأت عليه القرآن حتى يذهب غضبه . وصاح عمر على رجل يوماً وعلاه بالدرة فقال له أذكرك بالله , فطرح الدرة و قال ذكرتني عظيماً. فكم كان عمر بن الخطاب يتأثر بذكر الله و القرآن الكريم .

خامساً:باب درجات الذكر

[عدل]

يقول الإمام ابن القيم – رحمه الله – عن الذكر : (( وهو على ثلاث درجات ))

الدرجة الأولى :

[عدل]

الذكر الظاهر ثناءً أو دعاءً أو رعاية . فأما ذكر الثناء فنحو : (( سبحان الله و الحمد لله , و لا إله إلا الله , و الله أكبر )) و أما ذكر الدعاء فنحو قوله تعالى : ( ربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ) و أما ذكر الرعاية فمثل قول الذاكر : (( الله معي , الله ناظرٌ إلي , الله شاهدي ))

الدرجة الثانية :

[عدل]

الذكر الخفي وهو الخلاص من القيود , و البقاء مع الشهود , و لزوم المسامرة .

الدرجة الثالثة :

[عدل]

الذكر الحقيقي , وهو شهود ذكر الحق إياك , و التخلص من شهود ذكرك . وقد سمي هذا الذكر حقيقياً : لأنه منسوب إلى الرب تعالى , فذكر الله لعبده هو الذكر الحقيقي , وهو شهود ذكر الحق عبده .. إلخ

سادساً:باب الذكر من حيث الإطلاق والتقييد

[عدل]

الذكر والدعاء المطلقان هما غير المرتبطين بوقت أو مكان أو حالة أو عبادة أخرى وغير المحددين بعدد , ومثله القرآن الكريم ومجموعة من أذكار القرآن الكريم والسنة المطهرة . والتقييد يكون بالوقت مثل أذكار الصباح والمساء , وعند النوم والاستيقاظ , ويكون بالمكان سيأتي في مواضعه . ويكون في بحالة أو موقف مثل أذكار المرض والكسوف و الخسوف ولقاء الأعداء – إلخ . ويكون بالتحاقه بعبادة من العبادات مثل أكار الصلاة الداخلة فيها واللاحقة لها , ويكون بالعدد مثل التسبيح والتحميد والتهليل بعد الصلاة وقبل النوم . وحين يكون هناك ندب إلى ذكر أو دعاء ولم يعين للذكر والدعاء صيغة , فيقتبس من الكر والدعاء المطلق ما يتيسر , فهذا ذكر مطلق باعتبار ومقيد باعتبار , و منه أذكار آخر التشهد في قول النبي صلى الله عليه وسلم : ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليه أي بعد التشهد وقبل السلام باب الذكر من حيث الموارد ينقسم إلى قسمين : قسم وارد في القرآن الكريم أو السنة الصحيحة , وقسم غير وارد , وهذا قسمان : قسم صاغه المشايخ وصاغوا منه ومن بعض الوارد أوراداً يلتزم بها أتبعاهم , وقسم يصوغه الاكر لنفسه بحسب حاجته . ولا جدال في أن صيغ الذكر والدعاء الواردة في القرآن الكريم والسنة الصحيحة خير – ولا شك – من غير الوارد فيهما مهما كان قائله , لأن الوارد إما ورد مأموراً به أو محكياً عنه في مجال الاستحسان عن الأنبياء والصالحين والملائكة .

سابعاً:باب الذكر المفرد

[عدل]

الحمد لله :

[عدل]

إن الباري سبحانه وتعالى هو ولي النعم جميعاً , وهو المستحق لجميع المحامد قال تعالى : ( وما بكم من نعمة فمن الله ), وقال تعالى : ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ). وفي الحديث : ( ... لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) وجاء في القرآن الكريم الأمر بحمد الله , وببعض صيغ الحمد , وجاءت حكايته عن الأنبياء والصالحين , وعن المؤمنين في الجنة . وجاء كل ذلك مقروناً بالنعم المحمود عليها أو غير مقرون , فمن الأول قوله تعالى : ( الحمد لله الذي أذهب عنّا الحزن ) وفي الحديث عن أبي هريرة , أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى ليلة أسرى به بقدحين من خمر ولبن , فنظر إليهما فأخذ اللبن , فقال له جبريل : الحمد لله الذي هداك للفكرة , لو أخذت الخمر غَوَت أمتك. ومن غير المقرون قوله تعالى : ( وقل الحمد لله وسلامٌ على عباده الذين اصطفى ), ومن الحديث عن أبي مالك الأشعري , قال صلى الله عليه وسلم : الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان ) , ومن حديث جابر عن تمتع أهل الجنة : .. يُلهمون التسبيح والتحميد كما يُلهمون النفس .

صيغ الحمد وفضائله :

[عدل]
  1. عن أبي هريرة , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
  2. عن أبي ذر , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله تعالى ؟ إم أحب الكلام إلى الله : سبحان الله وبحمده
  3. وعنه سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الكلام أفضل ؟ قال : ما اصطفى الله لرسله ولملائكته أو لعباده : سبحان الله وبحمده
  4. عن سمرة بن جندب , قال : قال صلى الله عليه وسلم : أحب الكلام إلى الله تعالى أربع لا يضرك بأيهن بدأت .. إلخ. وفيها الحمد لله

الحمد لله من مزحزحات المؤمن عن النار , فعن عائشة تقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : خُلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلثمائة مفصل . فمن كبر الله وحمد الله وهلل الله وسبح الله واستغفر الله و ... فإنه يمشي وقد زحزح نفسه من النار.

  1. عن أبي ذر , قال قال صلى الله عليه وسلم : في كل تسبيحة صدقة , وكل تحميدة صدقة , وكل تهليله صدقة

التسبيح :

[عدل]

وهو تنزيه الله تعالى عما لا يليق بكماله . وفي القرآن الكريم والسنة الصحيحة جاء الأمر بالتسبيح وحكايته وحكاية صيغه عن الأنبياء والصالحين والملائكة , و المخلوقات غير العاقلة , وجاء تنزيه الباري نفسه وجاء كل ذلك مقروناً بما ينزه الباري ىعنه وغير مقرون , وجاء مقروناً بما يُتعجب مننه وغير مقرون , وأمثله على ذلك :

  1. الأمر بع من الله تعالى بقوله : ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرةً و أصيلا )
  2. الحكاية عن الملائكة :(قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك )
  3. الحكاية عن تسبيح أهل الجنة في الحديث :...يُلهمون التسبيح و التحميد كما يلهمون النفس
  4. الحكاية عن الأنبياء فعن موسى قوله تعالى ( كي تسبحك كثيراً ونذكرك كثيراً)
  5. الحكاية عن تسبيح جميع الأشياء في قوله تعالى :( وإن من شيءٍ إلا يسبح بحمده ) , وفي الحديث الشريف عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نملة قرصت نبياً من الأنبياء , فأمر بقرية النمل فأُحرقت, فأوحي الله إليه : أفي أن قرصتك نملة أهلكت أمة من الأمم تسبح؟
  6. الحكاية عن المؤمنين في قوله تعالى : (ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولاً )
  7. من تنزيه الباري نفسه قوله تعالى : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى )

ومن أمثله التسبيح المقرون بما ينزه عنه الباري نفسه قوله تعالى : ( أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون) , ومن أمثلة التنزيه غير المقرون بما ينزه الباري عنه قوله تعالى : ( فتعالى الله الملك الحق )

صيغ التسبيح وفضائله :

[عدل]
  1. سبحان الله ويحمده سبحان الله العظيم في حديث أبي هريرة : كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان ..إلخ .
  2. سبحان الله , وهي من أحب الكلام إلى الله في حديث سمرة بن جندب .
  3. سبحان الله وبحمده , وهي من أحب الكلام إلى الله وقد سبق الحديث بها قيباً

التهليل :

[عدل]

وصيغته العامة لا إله إلا الله . وهي شطر التعبير عن الإسلام ودعوة جميع الأنبياء . وجاء الأمر بالتهليل وحكايته وحكاية صيغه عن الأنبياء والملائكة والصالحين , و بشهادة الباري لنفسه , وتعليمه لنا , ومنه في القرآن الكريم :

  1. ( شهِد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة و أولوا العِلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم
  2. ( وهو الله لا إله إلا هو لهُ الحمد في الأولى و الآخرة )
  3. (عن عائشة في مرض النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحتضر , قال صلى الله عليه ويلام : لا إله إلا الله ! إن للموت سكرات!

فضائل التهليل وصيغه :

[عدل]
  1. عن أبي هريرة , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الإيمان بضع وسبعون شعبة أو بضع وستون شعبة فأفلها قول لا إله إلا الله , وأدناها إماطة الأذى عن الطريق
  2. عن عبادة بن الصامت، قال صلى الله عليه وسلم : من قال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله , وأن عيسى عبد الله وابن أمته وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه , و أن الجنة حق ولنار حق , أدخله الله الجنة من أي أباب الجنة الثمانية شاء.
  3. قال صلى الله عليه وسلم لأسامة وقد قتل رجلاً بعدما قال : لا إله إلا الله ! أقال لا إله إلا الله وقتلته ؟ فقال : إنما قال خوفاً من السلاح , قال : أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا ؟ فما زال يكررها حتى تمنى أسامة أنه أسلم حينئذ
  4. عن أنس بن مالك , أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يخرج من النار من قال : لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيره , ثم يخرج من النار من قال : لا إله إلا الله وكان في قلبه ما يزن بُرة , ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ذرة