حب وحرب لمؤلفته لارا احويت/الفصل السادس والثلاثون
تلكَ الخيبات التي تستندُ على جدرانِ اليأسِ بمحاولةً منها بحثاً عن نجاةٍ ، ترى هل يسندها جدارٌ هش ؟ هل يسعفها ذاكَ البلاطُ الضعيف حينَ تسقطُ عليه ؟ لا أملَ بالبحثِ عن أملٍ في بصيصِ الظلام ، نمضي ونحنُ نحملُ بقايانا ، إلى ما رواءِ الظلمةِ ، إلى ما وراءِ اللانهاية ، سفرٌ بدونِ وسيلةَ سفر ، جنائز بدونِ موتى ، أجسادٌ بلا أرواح ، تلكَ هي شارةُ القدر. ترددَ جداً سامر بشأنِ قتلِ طفلهِ ، ثم قال : لا أستطيعُ قتلهُ إنهُ فلذةُ كبدي. الشيخ : بل تسطيع ، لأن هذا الطفل ليس شرعي ، ستكونُ حياتكما أنتَ و زوجتكَ بائسة ، قليلةُ حظٍ ، كما أن الله سيغضب عليكما . سامر : و كيفَ سأنسى خطيئتي إن قتلتهُ ؟ الشيخ : أنا سأنسيكَ فعلتك ، ثق بي تماماً. سامر : لكنَ منى لن تسامحني إن علمت أنني أنا من قتلتُ طفلنا. الشيخ : سأضعُ معكَ خطةٍ كي لا تعلم منى أنكَ قاتلُ الطفل. غادرَ الشيخ قبل أن يصلَ الباب ، سامر : إلى أين ؟ الشيخ : ابقى هنا بانتظاري ، أعطني مفتاحَ منزلكَ. سامر : و ما حاجتُكَ فيهِ ؟ الشيخ : ستعلم بعدَ قليل. أعطاهُ سامر المفتاح ، و ذهبَ الشيخ إلى منزلِ سامر ، دخلَ بهدوء ، ثم صعدَ إلى غرفةِ نوم منى ، فتحَ الباب ، رأها نائمة ، و الطفلُ بسريرهِ . أسرعَ نحوَ الطفل و قامَ بخطفهِ سريعاً ، ثمَ عادَ إلى منزله ، كان الطفلُ يبكي ، فخرجَ سامر على صوتهِ. سامر : ابني ! الشيخ : نعم إنهُ ابنُكَ ، لقد قمتُ بخطفهِ. سامر : و لكنني لن أقتلهُ. الشيخ : لا عليكَ تعالَ لداخل لنتفاهم. أعطى الشيخ سامر طفلهُ ، و ذهبَ لتحضيرِ العصير. ضلَّ سامر يلاعبُ طفلهُ ، حتى جاءَ الشيخ بأكوابِ العصير. الشيخ : تفضل يا سامر ، هيا اشرب. شَرِبَ سامر كميةٌ قليلةٌ منهُ ، ثمَ قال : ما هذا طعمهُ غريب ؟! الشيخ : إنهُ طبيعيٌ جداً مضافٌ لهُ بعضَ الخلطاتِ السحرية ، هيا تناولهُ. شربهُ سامر كلهُ ، و بعدَ عدةِ دقائق ، شعرَ سامرٌ بالدوار ، و دخلَ بنوبةِ ضحكٍ هستيرية . استغل الشيخُ الموقف و بدأََ يشجعُ سامر على قتلِ الطفل ، أعطاهُ خِنجراً فوضعها سامر على رقبةِ طفلهِ ، و دونَ وعي قطعَ لهُ رقبتهُ فماتَ الطفلُ على الفور. استيقظت منى فزعةً بشكلٍ مفاجىء ، نظرت إلى سريرِ طفلها وجدتهُ فارغٌ ، صارت تبحثُ عنهُ كالمجنونةِ ، و كأنه كانَ يستطيعُ أن يمشي ، تبحثُ عنهُ ، و تصرخُ ، و تبكي ، و تناديهِ : يا حبيبي ، يا طفلي ، أينَ أنت ؟ استمرت هكذا حتى أُغشيَّ عليها و سقطت أرضاً . نامَ سامر دونَ وعي ، أو حتى إدراك لما قامَ بعملهِ ، ضلت جثةُ الطفلِ بالقربِ منهُ ، حتى جاءَ الصباح. استيقظَ سامر و نظرَ حولهُ ليرى رأسَ ابنهِ منفصلاً عن جسدهِ ، بدأَ يصرخُ : يا الله ، كيفَ فعلتُ هذا ؟ كيفَ قتلتُ طفلي ؟ ماذا سأقولُ لمنى ؟ جلسَ على الأرضِ و بدأَ يبكي ، وضعَ الشيخُ يدهُ على كتفِ سامر ، غضبَ سامر ، و قال : أنتَ من جعلتني أقتل طفلي ، سأقتلكَ. الشيخ : هدء من روعكَ يا سامر. سامر : كيفَ أهدأ و أنا قتلتُ طفلي بيدي ؟ الشيخ : كفَ الآن عن الغباء ، علينا أن نضعهُ بالغابة. سامر : أتريدَ للوحوشِ أن تأكلهُ أيضاً ؟