حب وحرب لمؤلفته لارا احويت/الفصل الثاني والأربعون

من ويكي الكتب
« حب و حرب لمؤلفته لارا احويت
الفصل الثاني والأربعون
»
الفصل الحادي والأربعون الفصل الثالث والأربعون

عادَ سامر بساعةٍ متأخرة للمنزل ، و كانَ بقمةِ السكُر ، إذ أن وليد قد أقامَ إحتفالاً بسيطاً تقديراً لدورِ البطولي الذي قامَ بهِ سامر ، تخللَ الحفلُ المشروبات الكحولية ، و الحلوى . دخلَ سامر و هو يترنحُ بمشيتهِ ، و يضحكُ بهستيريا . منى : ما هذا يا سامر ؟ أمزيدٌ من الخمر ؟ سامر : و ما شأنُكِ أنتِ ؟ منى : أنا أخشى عليكَ منهُ . سامر : لا تخشي يا جميلتي . منى : لم تعد الحياةُ تطاق معكَ يا سامر ، كل ليلةٍ تأتي إليَّ و أنت سكران ، لم تعد تجلسُ معي كلِ جلوسكَ بالمسجد ، و الحربُ قائمةٌ بالبلاد ، و أنتَ تتركني وحدي بالمنزل . سامر : و أنتِ كلَ ليلةٍ تستقبلينني بالهموم و المشاكل . منى : كلُ هذا بسببكَ أنتَ . سامر : تعالي لننام ، لقد إشتقتُ إليكِ كثيراً . منى : نم وحدكَ ، أنا سأنام هنا بالصالة . سامر : أتعارضينَ زوجكِ أيتها الغبية ؟! منى : أنا لستُ غبية ، و أنا أريدُ أن تصلحَ حالك و تعودَ كما كنتَ . تقدمَّ سامرٌ إليها ، ثمَ باشرَ بضربها ، لم يدع فيها تفصيل إلا اعتدى عليهِ ، و كانت تصرخُ ، و تبكي ، و تتوسل إليهِ ، بأن يدعها و شأنها . لم يكفيهِ هذا حملها ، و ألقاها على سريرها ، لِيخدشَ تلكَ الشمعةَ الناعمة رغماً عنها ، كانت مفاتنها فوق صراخها ، فوقَ بكائها ، لم تجعلهُ يغفر لها ، بل جعلتهُ ينهارُ فيها أكثر . استيقظَ سامر عند الصباح ، و كانَ بصحوتهِ ، نظرَ إلى منى العارية و ملابسها التي لامستها دماءُ الضربِ ملقاةً على الأرض . نظرَ إلى اللون الأزرق الذي ظهر كَبقعاتٍ على جسدها ، رأى تلكَ الخدوش ، أدركَ أنهُ لم يكن الليلة الماضية سامر ، بل وحشٌ ثائر على فريسةٍ ضعيفة . جلسَ بجانبها يشربُ الخمرَ ، و ينظرُ إليها حزناً و قهراً و ندماً . ثمَ نهضَ و ذهب للمسجد . وليد : ما هذا الخمرُ منذُ الصباح ؟ سامر : لقد أدمنتهُ ألم تعلم بعد ؟ وليد : بل أعلم ، و لكن ليسَ من عادتكَ أن تشرب بهذا الوقت المبكر . سامر : كنت غاضباً . وليد : لا عليكَ ، تعالَ فاليوم لدينا عرضٌ مدهشٌ للغاية . سامر : ما هو ؟! وليد : أحد الشبان الذي عَرفتُكَ عليهم ، سَيمثلُ اليومَ دوراً بطولياً ضخماً . سامر : ما هو ؟ وليد : رامي ذاكَ الشاب الذي عرفتكَ عليه سَيقومُ اليوم بمهمةٍ مميزة ، سَيستشهد في سبيل القضية الإسلامية ، و ينالَ مباركتي . سامر : و كيف هذا ؟ وليد : هيا معي . ركبا السيارة ، و وصلا عندَ منطقةٍ بعيدة ، لا يحيطُ بها شيء ، نزلا من السيارة ، ثم توجها نحوَ غرفةٍ . دخلا إليها و إذ رامي بها ، سلمَ عليهما و بدأ يخبرهُ وليد أنهُ سَيكونُ بطلاً ، و أنهُ هو الذي يستحقُ الجنةَ فقط ، و هو من سَيدمر أعداء الدين موظفي الدولة . أخرجَ وليد حزاماً من حقيبتهُ ، كانَ شكلهُ غير مألوف لسامر فهو أولَ مرةٍ يرى حزاماً بهذا الشكل ، ألبسهُ وليد لرامي على خصرهِ ، ثمَ ارتدى فوقهُ ملابسهُ العادية . انطلقا حيثُ مدرسةٍ كبيرة فيها عددٌ كبيرٌ من الطلاب و المعلمين ، ودعَ وليد و سامر رامي ، و باركَ وليد لرامي الشهادة . دخل رامي للمدرسة ، ثم غادر وليد بالسيارة إلى مكانٍ بعيدٌ بعضَ الشيء عن المدرسة ، و خرجَ منَ السيارة ، وكانَ سامر معه. أخرجَ من حقيبته شيءٌ يشبهُ ( الريموت ) ، ضغطَ على زرٍ واحد فَتفجرت المدرسة و من بها . دُهشَ سامر من المنظر و الطريقة و التخطيط . أرادَ أن يسأل ، و لكنَ وليد سبقهُ قائلاً : تعالَ أُريكَ شيئاً عظيم .