حب وحرب لمؤلفته لارا احويت/الفصل الأربعون

من ويكي الكتب
« حب وحرب لمؤلفته لارا احويت
الفصل الأربعون
»
الفصل التاسع والثلاثون الفصل الحادي والأربعون

الشيخ: أنا قد أخذتُها ، و أحرقتها . سامر : و لكن لِمَ فعلتَ هذا ؟! الشيخ : حتى لا تتذكر منى . سامر : هذا مؤسف يجب أن تتذكر ، ولكن ما غايتُكَ من ذلكَ ؟ الشيخ : أنت أحمقٌ ، إن تذكرت منى ، سَتتذكر أنكَ لم تنم بالمنزل عندها و عندَ ابنكما ، و تحملكَ الذنب ، كما أنها لن تشفى سـَيعودُ لها المرضَ مرةً أخرى . سامر : كلامكَ صحيح . الشيخ : ليلة سعيدة . ذهبَ سامر لغرفتهِ وجلسَ عندَ النافذة يتأملُ بالخارجِ من الحديقة ، سكبَ كأسَ الخمرِ ، و أشعلَ سيجارتهُ و بدأََ يدخن . استيقظت منى على رائحةِ الدخان . منى : سامر منذُ متى هذا الدخانَ كلهِ ؟ سامر بتلعثم : منذُ أن مرضتِ يا حبيبتي . منى اقتربت منهُ حزينةٌ على حالهِ ، فرأت كأسَ الخمرِ على الطاولة . منى : ما هذا يا سامر ؟ سامر : خمرٌ ، أممنوع ؟! منى : لِمَ كلُ هذا ؟ ها أنا قد شفيتُ الحمدلله . سامر : منى أنا أدمنتُ الدخانَ ، و الخمرَ ، منذُ أن مرضتِ ، أي منذُ شهر ، لذا لا تتفاجئي بل اعتادي يا حبيبتي . منى : و لكنهُ يؤذيكَ و أنا لا أرضى بهذا . سامر : يكفي يا منى لقد اعتدتهُ . صمتت منى ، فَقتربَ منها سامر و قام باحتضانها . سامر : شهرٌ كاملٌ غائبة عن أحضاني ، كم اشتقتُ إليكِ . منى : و أنا اشتقتُ إليكَ لكنني جائعة . أخذها سامر للمطبخ و تناولا العشاءَ الذي أحضرهُ . منى : هكذا تبدو أجمل بدونِ ذلكَ الشعر الطويل . سامر : أنا أجمل لأنكِ أمامَ عينيَّ تضحكين . بعدَ الانتهاءِ من العشاءِ ، عادا لنومِ ، و عندَ الصباح استيقظت منى بالأول أعدت لسامر الإفطار ، و ودعتهُ لأنه خرجَ لعملهِ بالمسجدِ . سامر : صباح الخير . الشيخ : صباح النور ، كيفَ حالكَ ؟ سامر : بخيرٍ ، الحمدلله . الشيخ : لكَ عندي هديةٌ قيمة . سامر : مِن مَن ؟ الشيخ : مني ، تعالَ اجلس هنا بجواري . جلسَ سامر بجوارِ الشيخ الذي أخرجَ من صندوقهِ ، صندوقاً صغيراً ، أعطاهُ لسامر ، و طلبَ منهُ أن يفتحهُ ، عندما فتحهُ سامر وجدَ بداخلهِ الكثير من القطع الذهبية . سامر : هل كل هذا لي ؟ الشيخ : بالطبع . سامر : و لِمَ ؟! الشيخ : لأنَّ الله راضٍ عنكَ لأنكَ قتلتَ ذاكَ الطفلُ الغيرُ شرعي . سامر : و كيفَ علمتَ أن الله راضٍ عني ؟ الشيخ : سأطلعُكَ على سرٍ . سامر : حسناً هيا . الشيخ : لتعلمَ يا بني أن هذا السرُ الكبير لا يجبُ على أيِ أحد معرفتهُ ، أنا أمير المؤمنين وليد ، لا أحد يعرفني غيركَ أنت و الشباب المصليين الذينَ عرفتكَ عليهم قبلَ هذهِ المرة ، توارثتُ المالَ عن أجدادي لأنشرَ رسالةَ الإسلامِ السمحة . سامر : لا يعقلُ هذا ! وليد : ستتأكد مع الأيام . سامر : و لكن لِمَ لا تجهر برسالتك و إمارتِك ؟ وليد : معظم الدعوات الإسلامية كانت بالسر ، و هذا خيرٌ من العلن ، لحمايةِ نفسي ، و الأشخاص الذينَ يؤمنونَ بي . سامر : و لكنَ الكتبَ لم تذكركَ ! وليد : بل ذكرتني ولكن أنتم لا تقرأونَ القرأنَ بتدبرٍ . سامر : وما الذي جئتَ تدعوننا إليهِ . وليد : للإسلامِ الصحيح . سامر : و ما هو الإسلامُ الصحيح ؟! وليد : ذاكَ الإسلام الصحيح الذي أرسلهُ إلينا محمدا ، و لكن الكثيرُ من قامَ بتحريفهِ . سامر بفضولٍ : أخبرني عن ذاكَ الإسلام الصحيح من فضلكَ . وليد : بالبداية عليكَ معرفةَ أنَّ جميعَ موظفي الدولةِ هم كفار . سامر : و لكن كيفَ هذا ؟ الطبيب هنا يعالج ، و الشرطيُ هنا هو من يحافظ على الأمن ، و المعلمُ هنا يعلم . وليد : جميعهم منافقون ، انظر لقد مضى على موتِ ابنكَ ما يزيدُ هو الشهرِ ، لم يتمكن هذا الأمن من إنجازِ مهمتهِ ، أليسَ كذلك ؟ ألم تنتهي القضيةُ ضدَ مجهول ؟ سامر : نعم صحيح . وليد : مثالاً أخراً ، لقد أخبركَ الطبيب أن على منى تذكرِ طفلها ، و إن لم تتذكرهُ أحضرها إليهِ ، و لكن أليسَ هو طبيب و يتقاضى أجراً على عملهِ ؟ لِمَ لا يتصل بِكَ أو بها لمعرفةِ وضعها ؟ سامر : أنتَ محقٌ بما تقول . وليد : ألا تريدُ الانتقامَ لحقكَ الذي هُدِرَ هكذا ؟ سامر : و لكنهم لم يؤذونني بإهمالهم . وليد : تخيل معي لو أن طفلكَ قد خُطفَ حقاً و قاموا خاطفيهِ بقتلهِ و دفنهِ ، و الشرطةَ لهذه اللحظة لم تعرف عنهُ شيء ، كيفَ سَيكونُ وضعُكَ ؟ سامر : كنتُ سأموتُ بكلِ دقيقةٍ لأنني لا أعلمُ بمصيرهِ . وليد : الكثيرون ممن يموتون بكل دقيقةٍ ، ألا يستحقوا إنتقاماً بسيطاً لهم ؟ سامر : بل يستحقوا ، و أنا جاهزُ لأيِّ شيءٍ تريدهُ . وليد : إليكَ الخطةُ الأتية : .....