تاريخ الفلك/دوائر الحجر
دوائر الحجر (The stone circles) في الفلك هي دوائر حجارةٍ وضعها القدماء لدراسة الظواهر الفلكية المختلفة. نجد أن قدماء المصريين قد أقاموا أقدم مرصد في العالم وقبل عصر بناء الأهرامات بفترة زمنية معتمدين على الشمس والنجوم، حيث أقاموا الشواهد الحجرية بالميجوليثات، وهي عبارة عن دائرة من الحجر أقيمت منذ 7,000 سنة قي جنوب الصحراء الغربية بمصر، قبل مواقع الميجوليثات بإنجلترا وبريطانيا وأوروبا بألف سنة، وهي تشبه موقع ستونهنج الشهير. وقد اكتشف موقع نبتة كذلك منذ عدة سنوات، ويتكون من دائرة حجرية صغيرة، وبه عظام ماشية وخمس خطوط من الحجارة المائلة والبلاطات الحجربة التي كشف عنها على بعد ميل من الموقع، وبعضها بارتفاع 3 أمتار، وكل بلاطة مدفونةٌ بالتربة وهي فوق صخرة منبسطة. وهذا الموقع يتجه للجهات الأصلية الأربعة، ويحدد الاعتدال الشمسي. وبالموقع دائرة حجرية صغيرة بها عظام الماشية وخمسة خطوط من مبجوليثات مائلة، وكان هذا الموقع قد بني علي شاطئ بحيرة تجمَّع بها ماء المطر بالصيف وقتها، حيث دانت قطعان المواشي تنهال لنبتة في العصر الحجري الحديث منذ 10 آلاف سنة. وكان البدو الرعاة يفدون إليها كل موسم أمطار حتى منذ 4,800 سنة، حيث انحسرت الرياح الموسمية باتجاه جنوب غلاب لتصبح المنطقة جرداء، وكانت هذه الدائرة الصغيرة قطرها أربعة أمتار تضم أربع مجموعات من البلاطات القائمة، حيث يمكن رؤية الأفق. وكانت مجموعتان منها تتجهان ناحية الشمال والجنوب، والمجموعتان الأخريان تتجهان ناحية أفق الاعتدال الصيفي. ومن الميجليثات معبدأبو سمبل، وهو موقع أثري يوجد ببطن الجبل جنوبي أسوان، ويتكون من معبدين كبيرين نُحِتَا في الصخر، وقد بناه الملك رمسيس الثاني عام 1250 ق.م. وواجهة المعبد تتكون من أربعة تماثيل كبيرة، تُمثِّل الملك بارتفاع 20 متراً وباب يفضي إلى حجرات طولها 60 متراً. وقد أنقذت هذه الآثار من الغرق لبناء السد العالي، فتم رفعها عام 1965.