الكون الأنيق/توسع الكون
المظهر
عقب ولادة الكون مباشرةً قبل 13.7 بلايين سنة، كان حجمه يتضاعف كل 10-35 ثانية، وكان الكون يبرد ويتمدد في نفس الوقت. ففي الفترة من 10-35 من الثانية إلى 10-32 من الثانية تضخم الكون 10+50 مرة، والآن معدل التضخم أصبح ضعيفاً نسبياً بمقدار 10+9 مرة. ويرى علماء الفلك أن الكون بعد حدوث الضربة الكبرى بدأ بالتمدد ولا يزال يتمدد إلى الخارج، وربما تكون أهم حقيقة قد اكتشفت حول أصولنا أن البشر لم ولن يعيشوا، وأن الأشياء الجزيئية الباردة والكواكب الأرضية لم توجد إذا لم يبدأ الكون في الانفجار الكبير بالتمدد والبرود. فكل مكونات الكون من مجرات ونجوم وكواكب تعتمد على التمدد الكوني، ومنذ حوالي 40 سنة أعلن العلماء نظرية توسع أو تمدد الكون وبروده رغم أن هذه النظرية ما زالت غامضة لدى البعض الآن، فلا يبدو أن للكون حافة أو مركزاً أو حدوداً خارجية. ولقد شُبِّه تمدد الكون ببالونة تنفخ، فتنتفخ لتزيد المسافات بين المجرات، فيقال أن هذا التمدد لا يمكن أن يستمر إلى مالا نهاية لأنه نتيجة الانفجار الأول. ولا يوجد دليل بأن الكون سيتمدد للأبد، فمعدل اتساع الكون اليوم أبطأ من المعدل الذي بدأ به، وسيظل هذا التمدد يتباطئ تدريجياً إلى أن تتساوى فيه القوة الدافعة إلى الخارج بسبب الانفجارالكوني بالقوة الدافعة إلى الداخل بسبب الجاذبية، ثم يبدأ بالتراجع في حركة تقهقرية، عندها سيتجمع الكون وينطوي في جرم واحد، وينقلب على ذاته حتي يعود لسيرته الأولى و يقف، وذلك حسب نظرية الانسحاق الكبير (The Big crunch). وهذا تصديق لقوله تعالى: (يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين).