البوذية
1-البوذية في طورها الأول الاعتدال في نكران الدنيا :
تبدو البوذية في المنظور الزمني الطويل مزامنة للجانية، ولو أنها نشأت بعدها بجيل ثم انها شاركت الجاينية في بعض من اعمق بواعثها. فكانت كالجاينية حركة منكرة للدنيا تتشوف إلى تحرير الذات الحقيقية وكانت إلى ذلك خطوة نحو استقلال الفكر والعمل بانسلاخها عن طبقة ال(كشاتريا) والتماسها كل طبقات الناس وظروفهم . وشان ماهافيرا مؤسس فقد وجد الجاينية الراهب غوتامه ان فلسفة البرهمانيين غير مقبولة ومزاعمهم واهية. وتوصل كذلك إلى انكار نجوع الخلاص في تعاليم أسفار الفيدا وما يقوم عليها بالتقيد بالطقوس ،وتحدى إدعاء الكهانة البرهمانية الحقوق المنصوص عليها بإظهاره سبيل الخلاص. ولكن مع أن أوجه شبه البوذية للجاينية دقيقة في بعض النواحي، فإن أوجه الاختلاف في النواحي الأخرى كبيرة . حيث ركزت إحدى الديانتين أملها الكبير على الزهد المتصلب والمفرط، فقد وجدت الأخرى النجاة في سبيل الوسط المعتدل الحصيف. ولم يكن الزهد المفرط عند البوذا حصافة أكثر مما كانت الشهوانية. وقد اختبر بهدوء وموضوعية كل سبيل للخلاص قدمه معلموا زمانه وزعاماؤه الروحيون ،وأبى أن ينجرف إلى أية شطحة في السلوك الديني ، مهما كانت متسقة ذاتياً من الوجهة المنطقية . حياة المؤسس: الشباب يوجد نوع من التوازي بين حياة البوذا و (ماهافيرا) أفضى ببعض أوائل الدارسين إلى اعتبار الرجلين متطابقين. فعلى سبيل المثال ولد كلاهما في مقام رفيع بوصفهاعضوين في أسرتين بارزتين من طبقة ال(كشاتريا) وكابد كلاهما عدم الرضا عن حياته ، وبرغم زاجهما وانجاب كل منهما طفلا،هجرا بيتيهماوصارا راهبين متسولين جوالين. ورفض كلاهما مثالية البرهمانيين التي تؤمن بوحدة الوجود . وأسس كلاهما أخوية رهبانية تستبعد التميزات الطبقية . وكان كلاهما خارجا عن الإجماع من وجهة نظر الهندوسية لأنه أنكر القداسة الخاصة بالكتابات الفيدية .
هناك ملفات عن Buddhism في ويكيميديا كومنز. |