إسلام/التفسير الرقمي
بقلم خالد الشمراني
القرآن والتفسير
[عدل]أنزل الله القرآن لغرضين أسياسيين هما: آية دالة على صدق النبي محمد ﷺ فيما يبلغه عن ربه. هداية الناس لما فيه صلاح لهم في الدنيا والآخرة ولتحقيق الغاية الثانية وهي هداية الناس لما فيه صلاحهم، توجب وجود علم يشرح ويوضح القرآن ويكشف معانية وأحكامه، ولهذا وجد علم التفسير؛ الذي يعد أحد العلوم الشرعية الأساسية المتعلقة بالقرآن الكريم، من حيث أنه يهدف إلى تحصيل القدرة على استنباط الأحكام الشرعية على وجه الصحة من كلام الحق، إضافة إلى تذكير المخلوق بحق الخالق، وتنبيه العابدين للاستعداد إلى يوم الميعاد وتحذير الناس من مكائد الهوى والشيطان وغير ذلك. التفسير لغة: تعني كلمة تفسير باللغة العربية القديمة الإيضاح والتبيين. وفيه قول الله تعالى في سورة الفرقان آية 33 (ولا يأتونك يمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً) أي بياناً وتفصيلاً وهو مأخوذ من الفسر وهو الإبانة والكشف. التفسير اصطلاحاً: عرفه الزركشي قائلاً هو علم يفهم به كتاب الله المنزل على نبيه محمد ﷺ وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحكمه، وعرفه بعضهم بأنه علم يبحث فيه عن أحوال القرآن المجيد، من حيث دلالته على مراد الله بقدر الطاقة البشرية. ويمكن تفسير القرآن بغير لغته أو الترجمة التفسيرية والترجمة تنقسم إلى قسمان؛ ترجمة حرفية، وترجمة معنوية، أما الترجمة الحرفية فهي نقل كلام من لغة إلى لغة أخرى، مع مراعاة الموافقة في النظم والترتيب، وهذا ما استخدمه علماء التفسير الرقمي بحيث فسروا القرآن بالأرقام دون إنكار كلام الله. والذي يجدر ذكره أن تفسير القرآن متقن ومضبوط وله طرق ذكرها أئمة التفسير ومنها؛ يفسر القرآن بالقرآن، يفسر القرآن بالسنة، يفسر القرآن بتفسير الصحابة، يفسر القرآن بتفسير التابعين، وأخيراً يفسر باللغة التي نزل بها وهي اللغة العربية. يمكن ذكر أنواع التفسير والتي تم حصرها في هذه الأنواع: التفاسير الفقهية: ويشمل على المسائل الفقهية واختلاف. التفاسير اللغوية: ويهتم أصحابها بإبراز جانب النحو والإعراب والبلاغة وغير ذلك. التفاسير التاريخية: وتشمل القصص وأخبار الأقدمين. التفاسير العقلية والفلسفية: مثالها "مفاتيح الغيب" للفخر الرازي، فإنه ذكر الكثير من أقوال الفلاسفة وآرائهم وذكر شبههم والرد عليهم. التفاسير بالمأثورة التفاسير للمبتدعة. ولربما نجد في المستقبل القريب إضافة النوع السابع، وهو التفسير الرقمي الذي يطمح علمائه على إثباته وتعليمه لطلاب العلم، والاستفادة منه.
نشأة التفسير الرقمي ومكتشفه
[عدل]أول من فكر بهذا التفسير أو الإعجاز هو رشاد خليفة مصري الأصل أمريكي الجنسية، الحاصل على دكتوراه في الكيمياء الحيوية هاجر إلى الولايات المتحدة للدراسة في عام 1959، بدأت علاقة رشاد خليفة بالقرآن الكريم بشكل علمي عندما فكر بترجمة القرآن إلى الإنجليزية لكي يتمكن أطفاله من قرائته لأن طفليه ولدا في الولايات المتحدة وعاش فيها وتطبعا بلغتها ، ثم تطورت دراسته للقرآن بشكل علمي بحيث قام بإدخال حروف القرآن على الحاسب الآلي ثم اكتشف حسب قوله "أعظم معجزات القرآن الكريم" لا وهي المعجزة العددية التي بنيت على الرقم 19 ولكن بعد عدة سنين من اكتشافه هذا، أنكر رشاد خليفة السنة النبوية والأحاديث المنقولة عن الرسول ﷺ وأنكر الأحاديث القدسية أيضاً فضلاً على أنه في نهاية المطاف ادعى النبوة حيث أسمى نفسه نبي ميثاق الله وأن جبريل ينزل إليه ويبلغه الوحي، وهذا كله كفر بما أنزل الله من السنة ما أدى إلى صدور فتاوى بحقه تقضي بجواز قتله كونه كفر بالسنة والأحاديث التي رواه النبي محمد عن ربه، وفي 31 يناير 1990 وجد رشاد خليفة مقتولاً في منزله أثر طعنات وجهت إلى جسده في مدينة توسان وفي ولاية أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية بعد تأليفه كتاب ضخم من ألف صفحة تقريباً كلل باسم "عليها تسعة عشر" إضافة إلى كتب أخرى. هذه الأحداث مع مؤسس هذا العلم ومكتشفه بطي صفحة الإعجاز الرقمي أو العددي للقرآن أثارت شك العلماء بهذا العلم كون صاحبه قد كفر بالسنة وادعى النبوة لاحقاً فضلاً على أن معظم كتبه قد راجعها بعض العلماء وتم الكشف عن أخطاء كثيرة في كتبه التي نشرت بشأن الإعجاز العددي أو التفسير الرقمي.
ما هو التفسير الرقمي أو الإعجاز العددي
[عدل]هو علم جديد من علوم القرآن يدل على عظمة الخالق ومدى دقة كلامه في القرآن وانضباط ورصانة كل جملة فيه، ويكشف عن النظام العددي في القرآن القائم على الرقم سبعة وحكمة الرب في عدد السور والآيات والحروف. والذي يصح قوله أن هذا العلم يسمى الإعجاز العددي أفضل من إطلاق مصطلح التفسير الرقمي، لكن اشتهر هذا العلم بالتفسير الرقمي، علماً بأنه يمكن إطلاق عليه التأويل الرقمي أيضاً، حيث قال البغوي ووافقه الكواشي في تعريف التأويل: حيث قال هو صرف الآية إلى معنى محتمل يوفق ما قبلها وما بعدها غير مخالف للكتاب والسنة من طريق الاستنباط. وحسب الدراسات ينقسم الإعجاز العددي إلى أنواع كثيرة، وطرق كثيرة لكشف المعجزة العددية وهذه أهم ثلاث أنواع فيه: حساب الجمل: يعتبر هذا النوع من الحساب الأقدم في الإعجاز العددي ويعتمد على إبدال كل حرف برقم، فحرف الألف يأخذ الرقم 1 وحرف الباء يأخذ الرقم 2 وهكذا وفق قاعدة أبجد هوز، ولكن هذا الحساب واجه انتقادات كثيرة من علماء التفسير الرقمي ومن الفقهاء؛ حيث لا وجود لأساس علمي لهذا الترقيم ونظن أنه لا يوجد جواب منطقي أو علمي عن سبب إعطاء حرف الألف الرقم 1 وهكذا وقيل أيضاً أن إقحام حساب الجمل في كتاب الله قد يكون أمراً غير شرعي وخاصة ً أن نتائج هذا الحساب غالباً ما تكون على خطأ. الإعجاز العددي للكشف عن الحقائق الماضية والقادمة: والمثال على هذا النوع هو واقعة 11 سبتمبر عام 2001 وهو انهيار أبراج الاقتصاد العالمية في نيويورك وترابط هذه الأحداث بسورة التوبة خاصة في الآيات 108 و109 وغيرها وأيضاً هذا النوع واجه انتقادات كثيرة منها أن الله وحده عالم الغيب والشهادة وما تخفيه الصدور فكيف يأتي عالم ويقول أن في السنة الفلانية سيكون كذا وكذا، فهذا شيء ننكرة بشدة نحن المسلمين ومن أخطاء هذا النوع أن أحد العلماء قال إن زوال أمريكا سيكون عام 2004 ولكن أمريكا ما تزال على وجه الأرض والذي أثار حفيظة الفقهاء من هذا النوع أن رشاد خليفة مكتشف هذا العلم قال إن يوم القيامة سيكون عام 2022 وهذا افتراء على الله غير مقبول أبداً مثله في الإسلام. ومن الواضح أن هذا النوعان من الإعجاز العددي مرفوضان عند أغلب المسلمين المؤمنين، كون أحدهم فيه افتراء على الله والثاني قائم على منهج علمي خاطئ وهما أول أنواع الإعجاز العددي ظهوراً على الساحة العلمية فأدى هذا إلى غلق باب الإعجاز العددي من قبل علماء كثر وفقهاء، لكن هناك نوعاً أخيراً بدأ بالظهور وهو ما سنتكلم عنه في هذا البحث كونه خالٍ من أي شبهة قد تثير حفيظة الفقهاء. الإعجاز العددي في دقة كلام الله في القرآن: يتركب الإعجاز العددي من جزأين هما الإعجاز والعدد والأمر المعجز: هو الشيء الذي لا يستطيع ويعجز عنه البشر وبهذا يتألف الإعجاز العددين من ركنين أساسين هما أن يكون أمراً معجزاً ليس بمقدور البشر المجيء بمثله وأن يكون الأمر المعجز هذا معتمد على الأرقام والعدد.
أبرز علماء الإعجاز العددي الحاليين
[عدل]إن من أبرز علماء والباحثين في الإعجاز العددي هو المهندس عبد الدائم الكحيل الحاصل على إجازة في الهندسة الميكانيكية من جامعة دمشق وحاصل على دبلوم في التربية ودبلوم في هندسة الموائع، قرأ عبد الدائم الكحيل كتاب الدكتور رشاد خليفة (عليها تسعة عشر) وتعجب بالأرقام والتناقضات القائمة على الرقم تسعة عشر ولكن بعد عدة سنوات تغيرت الأمور بعد ما علم المهندس عبد الدائم الكحيل بالأخطاء الكثيرة بكتاب رشاد خليفة والذي زاد الأمر سوءً علمه بأن رشاد كفر بالسنة ... إلخ وعلق الكحيل في إحدى الندوات على كتاب رشاد خليفة الذي يحتوي على ألف صفحة أنه كتاب لا يستحق القراءة والذي أنفق عليه عشر سنوات للقراءة والدراسة. وقدر الله أن يلتقي الكحيل بأحد الملحدين وبدأ يناظره بالقرآن والسنة ولكن لطالما كان رد هذا الملحد بالنفي، وذكره الكحيل ببلاغة القرآن وجماله وكان الملحد دائماً يرد عليه ويقول إن هناك أبيات من الشعر أفضل وأقوى وأفصح من القرآن، يأس الكحيل من مناظرة هذا الملحد، لكن تذكر الكحيل أن هناك إعجاز عددي واحد صحيح قرأه بكتاب رشاد خليفة وهو: بسم الله الرحمن الرحيم عدد حروفها 19 حرفاً وتكررت هذه العبارة في القرآن كله 114 مرة أي من مضاعفات العدد 19 صمت الملحد ولم يستطع الرد على هذه الحجة. أدرك الكحيل أن الرب هو الذي وضع هذا التناسق فلا بد أن يكون وراءه هدف كبير، فالله لا يضع في كتابه شيئاً عبثاً وقوله أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً النساء:82 وأدرك الكحيل أن هذه الآية تضمن دعوة لتأمل التناسق والنظام المحكم في كلام الله وتمييزه عن العشوائية والاختلاف والتناقض الموجود في كلام البشر.
أمثلة على الإعجاز العددي
[عدل]كلمة شهر ذكرت في القرآن 12 مرة بعدد أشهر السنة. كلمة اليوم ذكرت في القرآن 365 مرة بعدد أيام السنة. أكثر كلمة تكررت في القرآن هي الله اسم منزل الكتاب. الرقم الأكثر تكراراً في القرآن هو واحد. تكررت كلمة الدنيا 115 مرة وتكررت كلمة الآخرة 115 مرة في القرآن كلمه. ذكرت الملائكة في القرآن كله بنفس العدد الذي ذكر فيه الشيطان 68 مرة. تكررت كلمة سيروا في القرآن 7 مرات وتكررت كلمة أفلم يسيروا 7 مرات أيضاً تكررت كلمة قل 332 مرة وكلمة قالوا تكررت 332 مرة أيضاً. تكررت كلمة هو الذي 28 مرة وعبارة وهو الذي أيضاً تكررت 28 مرة تكرر لفظ الجهر في القرآن بنفس تكرار لفظ العلانية 16 مرة لكل منهما (تحتاج مراجعة) تكرر لفظ الرغبة 8 مرات وتكرر لفظ الرهبة بنفس الرقم (تحتاج مراجعة) تكرر اسم عيسى في القرآن 25 مرة واسم آدم تكرر 25 مرة وقول الرب إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم )آل عمران 59) ذكرت السموات في القرآن سبع مرات (تحتاج مراجعة) وخلق الله سبع سموات.
الرابط بين الرقم سبعة والإعجاز العددي وسنة محمد
[عدل]أمضى الباحث عبد الدائم الكحيل سنتين في دراسة النظام السباعي، وحصل على الآف الحقائق الرقمية، فثبت له أن حروف القرآن منظمة بنظام رقمي معجز يقوم على الرقم سبعة.
خصوصية الرقم سبعة: إن الله فضل بعض الرسل على بعض في قوله تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض البقرة 253 وأيضاً فضل الرب بعض الليالي على بعض فقال في ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر القدر:3 وكذلك فضل بعض الشهور على بعض من السنة مثل شهر رمضان، وأيضاً فضل الرب بعض البقاع على بعض مثل مكة، وفضل بعض السور على بعض فكانت فاتحة الكتاب أعظم سورة في القرآن. وعلى هذا فالله فضل بعض الأرقام على بعض فكان الواحد والسبعة هم أفضل الأرقام وأكثرها تميزاً بكتاب الله وخاصةً الرقم السبعة.
وللرقم سبعة حضور في حياتنا نحن المسلمين، فالسماوات سبع والأراضين سبع والأيام سبعة، ونحن نسجد لله على سبع، ونطوف حول الكعبة سبع ونسعى بين الصفا والمروة سبع، وأمرنا بسبع ونهينا عن سبع والذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة سبعة .... إلخ وأشياء يصعب حصرها إلى درجة أن الرقم سبعة يتربع على عرش الأرقام المعجزة في ديننا.
أمثلة على معجزات الرقم سبعة
[عدل]الرقم سبعة وسورة الفاتحة: عدد آيات السورة = سبع آيات، وعدد الحروف التي تتألف منها السورة هو 21 حرفاً عدا الحروف المكررة – أي من مضاعفات الرقم سبعة، وأيضاً عدد حروف اسم الله في سورة الفاتحة هو 49 فحرف الألف تكرر 22 مره، وحرف اللام تكرر 22 مرة والهاء تكررت 5 مرات ومجموع هذه الأعداد هو 49 من مضاعفات السبعة. والكثير الكثير من الأمثلة في القرآن عن الرقم السبعة.
أما في السنة النبوية وعندما نتأمل أحاديث المصطفى نلاحظ أنه تم ذكر الرقم سبعة كثيراً في أحاديثه فقال: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وقوله: اجتنبوا السبع الموبقات، وأيضاً إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف ويقول أمرت أن أسجد على سبعة أعظم وأيضاً ذكر في أحاديثه مضاعفات العدد سبعة فقال: الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعة مئة ضعف، وقوله ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً.
أقوال العلماء بخصوص التفسير الرقمي
[عدل]المعارضين
[عدل]قال عبد الله بن جبرين: أعلم أن هذه الأقوال تخرصات ووهميات وقول في القرآن بغير علم، قال النبي من قال في القرآن برأيه فليتبؤ مقعده من النار وقال أيضاً من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ ولأجل ذلك كان السلف يتوقفون فيما لا يعلمون لأن القول بلا علم ذنب كبير عقوبته أغلظ من الشرك، فالقرآن أنزل لتلاوته والعمل به، لا لتطبيق عليه العمليات الحسابية ولا لتعرف به الحوادث المستقبلية فالغيب لا يعلمه إلا الله.اه وسئل صالح الفوزان أيضاً إن تفسير القرآن متقن ومضبوط وله طرق ذكرها أئمة التفسير لا يفسر بغيرها فالقرآن يفسر بالقرآن والسنة وأقوال الصحابة والتابعين وباللغة التي نزل بها، هذه هي وجوه التفسير أما من زاد على هذا جاء بشيء مبتكر لا أصل له ولا يجوز تفسير القرآن بالرأي. رقم الفتوى 2255 وقال بعض الفقهاء عن الحقائق التي يتساوى بها ذكر الدنيا والآخرة أو الملائكة والشياطين، وهذه الأمثلة ونحوها ليست من ما يندرج ضمن الأمور المعجزة التي لا يقدر عليها فهي في الحقيقة ظواهر عددية في القرآن وليست أمراً معجزاً.
المدافعين
[عدل]مما لا شك فيه أن هناك أمور كثيرة تجمعت وكونت سداً ضد الإعجاز العددي – التفسير الرقمي – ومن هذه الأمور، أن كثير من كتب التفسير الرقمي لا تقوم على أساس علمي ولذلك من السهل انتقادها وللأسف أن رشاد خليفة وبدعته البهائية والتي استغل فيها الأرقام القرآنية لغاية في نفسه، قد تركت أثراً كبيراً تجاه هذا اللم، نحن في كتاب الله أمام مقياسين: مقياس لغوي ومقياس رقمي، فلا نجد أي نقص أو خلل أو اختلاف في لغة القرآن وبلاغته من أوله حتى آخره، وفي نفس الوقت مهما بحثنا في هذا الكتاب العظيم لن نجد أي اختلاف من الناحية الرقمية، فهو كتاب محكم لغوياً ورقمياً، أما عن محاولة تقليد القرآن أو أنه الأعداد والتوافقات أمور غير معجزة، فلو حاول أحد تقليد القرآن رقمياً سيخل هذا بالجانب اللغوي والعكس صحيح، فلا يستطيع أحد مهما حاول أن يأتي بكلام بليغ ومتوازن وبالوقت نفسه منظم من الناحية الرقمية، سيبقى النقص والاختلاف في كلام البشر وهذا قانون إلهي لن يستطيع أحد تجاوزه.
قال محمد دودح لقد ادخر القرآن كثيراً من الآيات للأجيال القادمة في عبارات معلومة الألفاظ لكن الكيفيات والحقائق لا تتجلى إلا حيناً بعد يقول الرب (إن هو إلا ذكر للعالمين ولتعلمن نبأه بعد حين) سورة ص آيات 87 : 88 فلكل نبأ في القرآن زمن يتحقق فيه، فإذا تجلى الحدث ماثلاً للعيان أشرقت المعاني وتطابقت دلالات الألفاظ والتراكيب مع الحقائق وهكذا تتجدد معجزة القرآن على طول الزمان، قال الرب: (وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون) سورة الأنعام آية 66 ونقل ابن كثير عن ابن عباس تفسير للمستقر بقوله لكل نبأ حقيقة أي لكل خبر وقوع ول بعد حين، وقال ابن حجر: ومعجزة القرآن مستمرة إلى يوم القيامة، فلا يمر عصر من العصور إلا ويظهر فيه شيء مما أخبر به أنه سيكون دليل على صحة دعواه، وهذا الزمان هو أنسب زمان لهذا الإعجاز الجديد حيث قال الله في القرآن (سأريكم آياتي فلا تستعجلون) سورة الأنبياء آية 37
فوائد التفسير الرقمي – الإعجاز العددي – للقرآن
[عدل]إن من أهم فوائد هذا الإعجاز هو إثبات للمشككين أن كل حرف في القرآن هو من عند الرب، وأيضاً لنثبت لأولئك الذين يتخفون بالقرآن ويقولون إنه من تأليف البشر وإنهم قد أتوا بمثله!! أن نثبت لهم استحالة الإتيان بمثل هذا القرآن أو بمثل سورة منه، لأن لغة الأرقام هي لغة الإقناع ليس فيها شك أو ارتياب. ومن مميزات الإعجاز العددي أنه الحقائق التي يحتويها في القرآن عير قابلة للتغيير أو التبديل على عكس النظريات العلمية المستخدمة في الإعجاز والتي من الممكن أن تتطور حسب القدرات العلمية المتوافرة في كل عصر.
ومن مميزاته أيضاً أنه علم سهل فهم والترجمة من قبل كل البشر، على اختلاف ألسنتهم ومعتقداتهم، ما يعني أن أسلوب الدعوة إلى عبادة الرب الواحد بالإعجاز العددي فيما لو تم توظيفه بشكل محكم، سيكون له أكبر أثر في إقناع غير المسلمين بصدق رسالة الإسلام.
إن الإعجاز العددي هو وسيلة هيأها الله لمثل عصرنا هذا فلا نترك هذه الوسيلة القوية في الدعوة إلى الله فنكون قد خسرنا الخير الكثير، فالعبرة ليست مجرد عمليات حسابية أو ترف رياضي ولهو، بل القضية أكبر من ذلك بكثير إنها أدلة وبراهين أودعها الله لمن يفهمها ويدركها، فعلماء الغرب لا يفقهون لغة البلاغة أو اللغة العربية، ولذلك أودع الله لهم هذه اللغة التي لا يختلف عليها اثنين لتكون دليلاً لمن أراد الله هدايته إلى طريق الخير.
ففي النهاية يمكن حصر فوائد الإعجاز العددي – التفسير الرقمي – للقرآن: الرد على المشككين بأن القرآن من كلام الرسول أو من البشر. حجة قوية ضد الملحدين الذين ينكرون وجود رب لهذا الكون أو إله. أداة ووسيلة قوية جداً للدعوة إلى الإسلام.