انتقل إلى المحتوى

حب وحرب لمؤلفته لارا احويت/الفصل الحادي عشر

من ويكي الكتب
« حب وحرب لمؤلفته لارا احويت
الفصل الحادي عشر
»
الفصل العاشر الفصل الثاني عشر

تسيرُ وقلبها مليءٌ بثقلِ الكونِ كله ربما هدرت من الدمعِ ما يروي بحر، تطاردُ مخيلتها قنبلةٌ من رصاصِ العجزِ قد صنعت، يطاردُ مخيلتها دماءُ كرامةٍ تناثرت على فستانها الطاهر وآختلطت بدماءِ فقد البراءة، أي ليلٍ طويلٍ يمتدُ على ملامحكِ يا صغيرتي ؟ كيفَ لي أن أُعيدَ لون الأخضرِ بفستانكِ ؟ قد تعجز خيوطي عن تطريزِ البراءةِ لكِ من جديد، لكنها لن تعجز عن تطريزِ التضحية وصورةَ ذاكَ الجندي الذي آختارَ حضنَ الأرضِ عن حضنكِ. بدأت منى تجرُ جثةَ سليم إلى أن وصلت إلى منتصفِ المدينة، رأها حارسوا الملك فأسرعوا نحوها، ظنت أنهم قادمون لمساعدتها، ولكن حينَ وصلوا إليها رأوا الجثةَ وثيابها الممزقة والدماءَ التي عليها، فأخذوها فوراً إلى القصر. الحارس : مولاي لقد جاءت إلى المدينة فتاةٌ تحملُ جثةً. الملك : ألم تسألوها عن قصةِ الجثة ؟ الحارس : لا يا مولاي، ولكن أظنُ أن صاحبَ الجثة قد اغتصبها إذ أنَّ ثيابها ممزقة وجسدها مليءٌ بالخدوش. الملك : وتكونُ هي قد قتلتهُ إنتقاماً أليسَ كذلكَ ؟ الحارس : نعم هذا ما جرى. الملك : إذاً لتحفروا قبراً لندفن الجثةَ ونعاقبها بالحرق بالسجائرِ قبلَ الدفن، ولتحضروا الفتاةَ لإعدامها في ساحةِ المدينة ؟ الحارس : ولكن لماذا نقتلها يا مولاي ؟ الملك : أولاً لأنها قتلت شخص، وثانياً لأنها لم تعد عذراء فإن بقيت في مملكتي بلا زوجٌ ستبقى عارٌ على مملكتي، قد أعفو عنها إذ تزوجها أحدٌ من أبناءِ المدينة. خرجَ الحارسُ من غرفةِ الملك وأخذَ منى إلى زنزانةٍ، ومنى تصرخُ إلى أين تأخذني؟ دعني وشأني أرجوك ! فتحَ البابَ وألقى بها داخلَ الزنزانةِ وأغلقَ البابَ بالمفتاحِ خلفهُ . منى وسطَ ظلامِ الزنزانةِ تضربُ بالباب قائلة : أرجوكم أخرجونني من هنا، لم أفعل أيَّ شيء، أتوسلُ إليكم أخرجوني أنا لا أحتملُ الظلام. ولكن كلَ صراخها كانَ لا فائدةَ منهُ، إذ لم يستجب لها أحدٌ . بهذه الأثناءِ أخذوا جثةَ سليم وكانوا مرةً يطفئونَ سجائرهم عليها، ومرةً يخدشونها بأدواتٍ حادة، كعقوبةٍ لهُ على تهمةِ الاغتصاب التي بريءٌ هو منها. حفروا لهُ القبرَ و وضعهُ بداخلهِ ونثروا الترابَ فوقه. بعدما فقدت منى صوتها وهي تنادي وتطلبُ النجدةَ، جاءَ إليها الحارس وفتحَ بابَ الزنزانةِ وأخرجها، وهي تصرخُ : إلى أينَ تأخذني ؟ فقامَ بربطِ فمها كي تصمت ولا يُسمع لها صوت، ووصلَ إلى ساحةِ المدينة، وكانت هنالكَ منصةٌ عالية يجري عليها بالعادة حكم الإعدامِ في المدينة. وضعوا الحبلَ في عنقها وربطوا يديها خلفَ ظهرها أمامَ كلِ سكانِ المدينة، وأحضروا ثعباناً كبيراً وألقوا بهِ عليها . بدأَ الثعبانُ يسيرُ على جسدها ومنى تصرخ أبعدوهُ عني، أرجوكم، أتوسلُ إليكم، ولكن لا أحد يستجيبُ لها. فتغلقُ منى عينيها كي لا تراهُ وهو يلسعُ بجسدها، ويقومُ أحد الحراسِ حينها بتناولِ سوطاً طويلاً يضربُ بها في جميعِ أنحاءِ جسدها بقوةٍ .