تاريخ الفلك/مريخ

من ويكي الكتب
« كتاب تاريخ الفلك
مريخ
»
الكواكب التسعة كوكب الزهرة بين الشمس والأرض!
كوكب المريخ عبر مقراب هبل، عام 2001.

المريخ هو الكوكب الرابع في النظام الشمسي، وسمّي بهذا الاسم تيمّناً بإله الحرب الروماني. مساحته تقدّر بربع مساحة الأرض. له قمران، يسمّى الأول فوبوس والثاني ديموس. ويمتاز كوكب المريخ بلونه الأحمر بسبب كثرة الحديد فيه. يعتقد العلماء أن كوكب المريخ كان يحتوي على الماء قبل 4 مليارات سنة، والذي يجعل فرضية وجود حياة عليه فرضية عاليةً.

مميزات الكوكب

لطالما جذب كوكب المريخ الناس بلونه الأحمر وألهب الخيال بما يتحلَّى به هذا الكوكب من غموض. مقارنة بكوكب الأرض، فللمريخ ربع مساحة سطح الأرض وبكتلة تعادل عُشر كتلة الأرض. هواء المريخ لا يتمتع بنفس كثافة هواء الأرض، إذ يبلغ الضغط الجوي على سطح المريخ 0.75% من معدّل الضغط الجوي على الأرض، لذا، نرى أن المجسّات الآلية التي قامت وكالة الفضاء الأمريكية بإرسالها لكوكب المريخ، تُغلّف بكُرةِ هوائية لامتصاص الصدمة عند الارتطام بسطح كوكب المريخ، ولا يستعمل الباراشوت للتقليل من سرعة هبوط المجسّات لانعدام الهواء. يتكون هواء المريخ بنسبة 95% من أوّل أكسيد الكربون، 3% من النيتروجين، 1.6% من الأرجون، وجزء بسيط من الأكسجين والماء. في العام 2000، توصّل الباحثون لنتائج توحي بوجود حياة على كوكب المريخ بعد معاينة قطع من الشهب المتساقطة على الأرض والتي أتت من كوكب المريخ، واستدلّ الباحثون على هذه الحقيقة بوجود أحافير مجهرية في الشهب المتساقطة. تبقى الفرضية آنفة الذكر مثاراً للجدل دون التوصل إلى نتيجة أكيدة بوجود حياة في الماضي على كوكب المريخ.

طبوغرافية المريخ

قمة جبل أوليمبس على المريخ، أعلى قمة في النظام الشمسي بأكمله.

طبوغرافية كوكب المريخ مذهلة، ففي حين يتكون الجزء الشمالي من الكوكب من سهول الحمم البركانية، نجد أن الجزء الجنوبي من كوكب المريخ يتمتّع بمرتفعات شاهقة، وتبدو على المرتفعات آثار النيازك والشّهب التي ارتطمت على تلك المرتفعات. يغطي سهول كوكب المريخ الغبار والرمل الغني بأكسيد الحديد ذو اللون الأحمر، وكان الناس على الأرض يعتقدون أن تلك السهول هي مناطق سكن أهل المريخ، كما كان الاعتقاد السائد أن المناطق المظلمة على سطح الكوكب هي بحار محيطات. تغطّي سفوح الجبال على الكوكب طبقة من الجليد، ويحتوي جليد سفوح الجبال على الماء وغاز ثاني أكسيد الكربون المتجمّد. تجدر الإشارة إلى أن أعلى قمّة جبلية في النظام الشمسي هي قمّة جبل "أوليمبوس" والتي يصل ارتفاعها إلى 27 كم. أمّا بالنسبة للأخاديد، فيمتاز الكوكب الأحمر بوجود أكبر أخدود في النظام الشمسي، ويمتد الأخدود "جرح المريخ" إلى مسافة 4000 كم، وبعمق يصل إلى 7 كم.

أقمار المريخ

يدور كل من القمر "فوبوس" والقمر "ديموس" دورانهما حول الكوكب الأحمر، وخلال فترة الدوران، تقوم نفس الجهة من القمر بمقابلة الكوكب الأحمر تماماً كدوران القمر لكوكب الأرض تعرّض نفس الجانب للقمر من مقابلة كوكب الأرض. وبما أن القمر فوبوس يقوم بدورانه حول المريخ أسرع من دوران المريخ حول نفسه، فنجد أن قطر دوران القمر فوبوس حول المريخ يتناقص يوماً بعد يوم إلى أن نصل إلى النتيجة الحتمية والداعية بارتطام القمر فوبوس بكوكب المريخ. أمّا بالنسبة للقمر ديموس، ولبعده عن الكوكب الأحمر، فنجد أن قطر مدار الكوكب آخذ بالازدياد. تم اكتشاف أقمار المريخ في العام 1877 على يد "آساف هول"، وتمّت تسميتهم بأسمائهم تيمّناً بأبناء الإله اليوناني "آريس".

سطح كوكب

تمّ إرسال ما يقرب من 12 مركبة فضائية للكوكب الأحمر من قِبل الولايات المتحدة والاتّحاد السوفييتي وأوروبا و[[:w:اليابان|اليابان. رغم ذلك، فإنَّ قرابة ثلثي المركبات الفضائية فشلت في مهمّتها، إما على الأرض أو خلال رحلتها أو خلال هبوطها على سطح الكوكب الأحمر. من أنجح المحاولات لإرسال المركبات الفضائية إلى كوكب المريخ تلك التي سمّيت بـ"مارينر"، و"برنامج الفايكنج"، و"سورفيور"، و"باثفيندر"، و "أوديسي". قامت المركبة "سورفيور" بالتقاط صور لسطح الكوكب، الأمر الذي أعطى العلماء تصوراً بوجود ماء، إمّا على السطح أو تحت سطح الكوكب بقليل. وبالنسبة للمركبة "أوديسي"، فقد قامت بإرسال معلومات إلى العلماء على الأرض والتي مكّنت العلماء من استنتاج وجود ماء متجمّد تحت سطح الكوكب في المنطقة الواقعة عند 60 درجة شمال القطب الجنوبي للكوكب.

في العام 2003، قامت وكالة الفضاء الأوروبية بإرسال مركبة مدارية وسيارة تعمل عن طريق التحكم عن بعد، وقامت الأولى بتأكيد المعلومة المتعلقة بوجود ماء جليد وغاز ثاني أكسيد الكربون المتجمد في منطقة القطب الجنوبي لكوكب المريخ. تجدر الإشارة إلى أن أول من توصَّل إلى تلك المعلومة هي وكالة الفضاء الأمريكية، وأن المركبة الأوروبية قامت بتأكيد المعلومة لا غير. باءت محاولات الوكالة الأوروبية (إيسا) بالفشل في محاولة الاتصال بالسيارة المصاحبة للمركبة الفضائية، وأعلنت الوكالة رسمياً فقدانها للسيارة الآلية في فبراير من نفس العام. لحقت وكالة الفضاء الأمريكية الرّكب بإرسالها مركبتين فضائيَّتين، وكان فرق الوقت بين المركبة الأولى والثانية 3 أسابيع، وتمكنت السيارات الآلية الأمريكية من إرسال صور مذهلة لسطح الكوكب، وقامت السيارات بإرسال معلومات إلى العلماء على الأرض تفيد - بل تؤكّد - على وجود الماء على سطح الكوكب الأحمر في يوم ما.ةوتيت